تقارير

معاريف: الأردن فقد السيطرة وخطوة ولي العهد بعودة “خدمة العلم” ذكية

اثار إعلان الأردن عن إعادة برنامج الخدمة العسكرية الوطنية، وعودة للتجنيد الإلزامي بعد توقف دام أكثر من ثلاثة عقود تفاعلا واسعا، حيث كشف أن ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني عن القرار خلال لقائه مع شباب في محافظة إربد شمال المملكة.

وأوضحت صحيفة معاريف العبرية في تقرير للصحفي بيليد أربالي أن الإعلان أثار موجة من التفسيرات السياسية والإعلامية داخل الأردن، حيث ربطه البعض بتطورات إقليمية وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى”.

وقالت الصحيفة إن الأردن يواجه في المرحلة الحالية ضغوطًا داخلية وإقليمية متزايدة جعلت مؤسسات الدولة تبدو وكأنها تفقد السيطرة على المشهد الاجتماعي والاقتصادي، في ظل ارتفاع معدلات البطالة واتساع رقعة التحديات الأمنية على حدوده.

وترى الصحيفة أن إعلان ولي العهد الأمير الحسين إعادة برنامج الخدمة الوطنية ليس مجرد قرار إداري، بل خطوة “ذكية” تهدف إلى إعادة الانضباط للمجتمع، وخلق جيل جديد أكثر ارتباطًا بالهوية الوطنية، بما قد يشكل صمام أمان للدولة ويمنع انزلاقها إلى مزيد من الفوضى.

غير أن معاريف نقلت عن البروفيسور رونين يتسحاق، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، قوله إن القرار لا علاقة له مباشرة بالتصريحات الإسرائيلية، بل جاء نتيجة عمل حكومي استمر منذ فترة طويلة.

وعلى الصعيد الأمني، أكدت معاريف أن أياً من التصريحات الرسمية الأردنية لم يشر إلى نية حشد الشباب لمواجهة تهديدات إقليمية مباشرة. لكن الصحيفة نقلت عن محللين أن المخاوف من امتداد الفوضى السورية إلى الداخل الأردني، إلى جانب التوترات مع السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قد تكون خلفية غير معلنة للقرار، خصوصًا فيما يتعلق بتأمين الحدود وتعزيز الكتائب الأردنية العاملة هناك.

وأضاف يتسحاق أن هناك مخاوف من امتداد الفوضى في سوريا إلى الأردن، وضرورة تعزيز الأمن على طول الحدود. وينطبق هذا أيضًا على إسرائيل، إذ يُفهم ضمنًا أنه إذا طبّقت إسرائيل سيادتها على الضفة الغربية وشجعت الهجرة الفلسطينية، فستكون هناك حاجة إلى تعزيز الحدود الأردنية، ولهذا الغرض ستكون هناك حاجة إلى كتائب إضافية غير الموجودة حاليًا.

وبحسب يتسحاق – كما أوردت الصحيفة – فإن الخطوة ليست حدثًا دراماتيكيًا موجّهًا للخارج، بل شأن داخلي مرتبط بأسباب اجتماعية واقتصادية ووطنية. وذكرت معاريف أن الأردن سبق أن اتخذ خطوة مشابهة عام 2020 في عهد رئيس الوزراء عمر الرزاز، عبر قانون تجنيد موجه للعاطلين عن العمل بغرض الحد من البطالة.

وتضيف معاريف أن تفاصيل البرنامج الجديد تكشف عن طابع اجتماعي أكثر منه عسكري؛ إذ يستهدف في مرحلته الأولى نحو 6000 شاب سنويًا، مع نية لرفع العدد لاحقًا إلى 10 آلاف. مدة التدريب ستكون ثلاثة أشهر فقط، تجمع بين الجوانب العسكرية والمعرفية مثل التاريخ والتراث والثقافة الأردنية. الهدف – بحسب الصحيفة – هو إعداد الشباب لمستقبلهم العملي، وتعزيز روح الانتماء والتضامن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى