تقارير
مصر تغلق الطريق أمام قافلة كسر الحصار.. من يحاصر غزة ؟

في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار المستمر والعدوان العسكري المتصاعد، انطلقت قافلة “كسر الحصار” من تونس بهدف كسر الحصار الظالم المفروض على ملايين الفلسطينيين، وتقديم الدعم الإنساني العاجل مرورا بالجزائر وليبيا وصولا لمصر.
وتضم القافلة مئات الناشطين والحقوقيين من مختلف الدول، ممن يسعون إلى إيصال رسائل تضامن عالمية مع غزة ومناصرة حقوق سكانها المحاصرين. تأتي هذه المبادرة في وقت تتصاعد فيه حدة المعاناة نتيجة الحصار والحرب، مما جعل القافلة محط أنظار المجتمع الدولي والسلطات الإقليمية.
في أحدث التطورات تلقت السلطات المصرية طلبًا من الجانب الإسرائيلي بمنع عبور القافلة عبر أراضيها، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على المستوى المحلي والدولي، حيث حضّ وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس السلطات المصرية على منع قافلة “الصمود” من الوصول إلى القطاع.
وجاء بيان كاتس بعد أن وصلت القافلة التي تضم مئات الناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا إلى العاصمة الليبية طرابلس، وأكد كاتس أنه “لن يُسمح” بهذه الخطوة.
وبالفعل، قررت مصر منع مرور القافلة عبر حدودها، مما أدى إلى ترحيل أكثر من 200 مشارك في القافلة، بينهم عدد كبير يحملون تأشيرات سفر رسمية، حيث مُنعوا من الدخول إلى الأراضي المصرية والعبور إلى غزة.
هذا الإجراء أثار موجة من الغضب والانتقادات داخل الأوساط الشعبية والحقوقية المصرية، التي اعتبرت أن هذا القرار يخالف روح التضامن مع القضية الفلسطينية ويُعتبر مشاركة في استمرار الحصار والحرب على القطاع.
على جانب آخر، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم مع قضية القافلة، حيث انطلقت حملات تضامن واسعة في العديد من الدول، مؤكدين دعمهم للقافلة ومطالبين بوقف الحصار ورفع المعاناة الإنسانية عن سكان غزة، الذين يعانون منذ سنوات من حصار مشدد وتدهور متزايد في الأوضاع الإنسانية خاصة مع اندلاع الحرب الأخيرة.
وقد صدرت أيضاً بيانات دعم وتضامن من عدد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، منها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، التي نددت بمنع عبور القافلة واعتبرته انتهاكاً لحقوق الإنسان وحرمة العمل الإنساني.
كما عبّرت عدة منظمات الأمم المتحدة عن قلقها البالغ تجاه تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، داعيةً إلى رفع الحصار وتوفير ممرات آمنة لتقديم المساعدات، معتبرةً أن قافلة “كسر الحصار” تمثل محاولة مشروعة للتخفيف من معاناة السكان المحاصرين.
تجدر الإشارة إلى أن قافلة “كسر الحصار” انطلقت بهدف كسر الحصار على غزة ومحاولة إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، وتحمل رسائل دعم وتضامن مع أهالي القطاع الذين يعانون من تداعيات الحصار والحرب المستمرة.