مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي للاعتراف بفلسطين يثير قلق الاحتلال
في خطوة غير مسبوقة، قدّم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار يدعو واشنطن للاعتراف بدولة فلسطينية، في إشارة إلى تحول تدريجي في المواقف تجاه إسرائيل بعد نحو عامين من الحرب المستمرة على قطاع غزة.
ورغم رمزية هذه المبادرة، إلا أن فرص تمريرها تبقى ضعيفة في ظل هيمنة الجمهوريين على المجلس بواقع 53 مقعداً مقابل 47 للديمقراطيين. الرئيس الجمهوري دونالد ترمب أعلن رفضه التوجه الجديد، مؤكداً اختلافه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حول مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما لم ينضم أي سيناتور جمهوري إلى هذا المسعى.
مضمون المبادرة ومواقف داعميها
يقود الجهد الديمقراطي السيناتور جيف ميركلي من ولاية أوريغون، مؤكداً أن الوقت قد حان “لتولي الولايات المتحدة دور القيادة” عبر الدفع نحو اعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل، بما يضمن أمن الطرفين ويعيد الأمل لعملية السلام.
المبادرة حظيت بدعم أسماء بارزة في الحزب الديمقراطي مثل كريس فان هولين، تيم كين، بيتر ويلش، تامي بالدوين، مازي هيرونو، وتينا سميث، إضافة إلى بيرني ساندرز الذي وصف ما يحدث في غزة مؤخراً بأنه “إبادة جماعية”، في تماهٍ مع تقرير لجنة تحقيق أممية خلصت إلى أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة.
السياق الدولي وتغير المزاج الأمريكي
يأتي هذا التحرك في وقت تتجه فيه عدة دول أوروبية حليفة لواشنطن إلى الاعتراف بدولة فلسطين، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. كما أظهر استطلاع لرويترز/إبسوس أن 58% من الأمريكيين يؤيدون اعترافاً دولياً بفلسطين.
وفي غزة، تتواصل المأساة الإنسانية مع إعلان وزارة الصحة أن عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز 65 ألفاً منذ اندلاع الحرب، ما يزيد الضغط على صانعي القرار الأمريكيين لإعادة النظر في الموقف التقليدي المنحاز لإسرائيل.
