مدارس الخالدية بين الاكتظاظ والمباني المستأجرة.. الأهالي يطالبون بحلول عاجلة

تتزايد شكاوى المواطنين في قضاء الخالدية بلواء البادية الشمالية الغربية من أزمة الاكتظاظ في الصفوف الدراسية، حيث يؤكد أولياء الأمور أن مراجعاتهم المتكررة للجهات المختصة لم تثمر عن حلول ملموسة حتى الآن، مشيرين إلى أن بعض المشاريع المدرسية الجديدة لا تخدم فعلياً المناطق التي تعاني من الضغط الشديد.
ولفت مواطنون إلى أن مدارس مثل الحسن بن الهيثم وعدداً من المدارس الأخرى ما تزال تواجه تحديات حقيقية تتمثل في ارتفاع أعداد الطلبة داخل الصفوف، ما يربك العملية التعليمية ويضعف من قدرة المعلمين على أداء رسالتهم.
ودعا المشتكون وزارة التربية والتعليم إلى الاطلاع عن قرب على واقع المدارس في القضاء، والوقوف ميدانياً على حجم التحديات التي يواجهها الطلبة والمعلمون، بدلاً من الاكتفاء بالخطط الورقية، وأشار بعضهم إلى أن وصول عدد الطلبة في بعض الصفوف إلى أكثر من 45 طالباً ينعكس سلباً على جودة التعليم، ويخلق بيئة مرهقة للطلبة والمعلمين على حد سواء.
من جانبه، أكد مدير التربية والتعليم للواء البادية الشمالية الغربية الدكتور طايل المساعيد، أن المديرية اتخذت إجراءات لتعزيز البيئة التعليمية وتحسين البنية التحتية للمدارس في الخالدية، وأوضح أن من أبرز المشاريع المنجزة تشغيل مدرسة الخنساء المكونة من 12 غرفة صفية بطاقة استيعابية تصل إلى 350 طالباً، مشيراً إلى أنها جاءت بديلاً عن مبنى مستأجر، وضمن خطة الوزارة لإحلال المباني الحكومية مكان المستأجرة.
وأضاف المساعيد أن المديرية استكملت أعمال صيانة شاملة لعدد من المدارس شملت الترميم والتأهيل وتحسين الخدمات الأساسية، لافتاً إلى أن هناك مشاريع جديدة قيد التنفيذ، منها إنشاء مدرسة حي الجندي الأساسية المكونة من 24 غرفة صفية لتخفيف الضغط عن المدارس الحالية، بالإضافة إلى إضافة جناح جديد لمدرسة فاطمة الزهراء بهدف إخلاء مدرسة حي الحزام الأساسية، وأربع غرف صفية إضافية في مدرسة عمر بن الخطاب.
كما كشف عن مقترح لإنشاء مدرسة مهنية شاملة قرب مدرسة سلمان الفارسي لتلبية احتياجات المنطقة التعليمية بشكل كامل، مؤكداً أن هذه المشاريع تهدف إلى معالجة مشكلات الاكتظاظ واستيعاب الزيادة الطلابية المتوقعة في الأعوام المقبلة.
ورغم هذه الخطوات، ما يزال المواطنون يترقبون حلولاً أسرع وأكثر شمولاً، معتبرين أن المشاريع المعلنة لا تزال قيد التنفيذ وأن أثرها لم ينعكس بعد على واقع الصفوف المكتظة، ويؤكدون أن التحديات اليومية في التعليم تحتاج إلى متابعة ميدانية جادة، وقرارات عاجلة تراعي المصلحة المباشرة للطلبة في مناطق تعاني منذ سنوات من ضغط متزايد على مدارسها.