مبادرة زراعية ثلاثية بين الأردن وسوريا ولبنان.. هل تنهي أزمة الخطر الغذائي؟

في وقت تزداد فيه التحديات التي تواجه الأمن الغذائي في المنطقة دعت فعاليات تجارية ومهنية أردنية إلى إطلاق مشروع تعاون زراعي ثلاثي يجمع الأردن وسوريا ولبنان، يتجاوز المفهوم التقليدي للتبادل التجاري، نحو بناء تكامل إقليمي في الإنتاج والمعرفة والاستثمار.

وجاء الطرح خلال لقاء موسع جمع ممثلين عن القطاع الخاص الأردني ونقابة المهندسين الزراعيين السوريين، ناقشوا خلاله سبل تفعيل العمل المشترك واستثمار نقاط القوة الزراعية في كل من البلدان الثلاثة، لبناء منصة تعاون قادرة على مواجهة أزمات التوريد والمناخ والنمو السكاني.

رؤية تكاملية… لا تجارة فقط

وأكد رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمان، العين خليل الحاج توفيق، أن المطلوب حاليا هو “هندسة تعاون زراعي متكامل” لا يقتصر على الاستيراد والتصدير، بل يتعداه إلى تأسيس سلاسل إنتاج متداخلة، ونقل تقنيات الزراعة الحديثة، وإعداد رزنامة زراعية موحدة تمنع تكرار المواسم وتكدّس المحاصيل في الأسواق.

سوريا: أبواب مفتوحة للاستثمار الزراعي

في المقابل، عبر نقيب المهندسين الزراعيين السوريين، المهندس مصطفى المصطفى، عن انفتاح بلاده على أي شراكة تساهم في إعادة الإعمار الزراعي وتحريك الاقتصاد الريفي، مؤكدًا أن الأراضي الخصبة الواسعة في سوريا يمكن أن تتحول إلى بيئة حاضنة لاستثمارات مشتركة إذا ما توافرت الإرادة السياسية والاقتصادية لذلك.

تشبيك مؤسساتي… ووفد أردني إلى دمشق قريبًا

تم الاتفاق على تشكيل وفد أردني متخصص في الإنتاج النباتي والحيواني لزيارة دمشق خلال الفترة المقبلة، بهدف استكشاف المشاريع المحتملة، وتفعيل قنوات التواصل بين المزارعين والمستوردين والمصدرين من الجانبين.

وسيرفق ذلك بإنشاء قاعدة بيانات شاملة تشمل الفرص الاستثمارية، وأنواع المحاصيل، والتقنيات المستخدمة، لتكون نواة أولى لما يشبه “السوق الزراعي المشترك”.

التكنولوجيا والتسويق… أدوار أردنية لدعم الزراعة السورية

كما اقترحت جهات أردنية متخصصة نقل خبراتها في الزراعة الذكية والتسويق الزراعي والإدارة الحديثة للمزارع، للمساهمة في إعادة بناء القطاع الزراعي السوري، لا سيما في مجال ربط المزارعين بسلاسل التصدير نحو أسواق أوروبا وتركيا، وهو ما يمكن أن يتحقق سريعًا في حال تم تسهيل الحركة عبر معبر باب الهوى الحدودي.