نعى الوسط الإعلامي الفلسطيني والعربي، مساء الأحد، الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مراسل شبكة الجزيرة، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي في قصف استهدف شمال قطاع غزة.
الشريف، المولود عام 1996 في مخيم جباليا شمالي القطاع، عُرف بشجاعته في التوجه إلى الخطوط الأمامية ومناطق القصف فور وقوعها، لنقل المشهد وتجسيد الواقع مباشرة للمشاهدين، لا سيما في المناطق الشمالية التي شهدت أعنف الهجمات الإسرائيلية منذ بدء العدوان.
وخلال العدوان الأخير، كان الشريف هدفا مباشرا لحملات تحريض واسعة قادها مسؤولون إسرائيليون، بينهم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفخاي أدرعي، الذي حرض على اغتياله من ظهوره في بث مباشر كشف فيه حجم المأساة الإنسانية والمجاعة التي تضرب القطاع.
وفي الشهر الماضي، وجه الشريف نداء عاجلا للمنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان للتدخل الفوري، بعد تلقيه تهديدات جديدة، مؤكداً أنه “صحفي لا يتبع أيّ توجه سياسي، ومهمته الوحيدة هي نقل الحقيقة كما هي من أرض الواقع”، مشددا على أن الاحتلال يرى في الحقيقة تهديداً.
أواخر عام 2023، قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة الشريف في مخيم جباليا، ما أسفر عن استشهاد والده، فيما ترك أنس خلفه طفلين، ابنته شام وابنه صلاح، اللذين كان يوجه لهما وصاياه ويعبّر عن حبه العميق لهما في منشوراته الأخيرة.
مساء الأحد، وأثناء تغطيته للأحداث برفقة عدد من الصحفيين، استُشهد أنس الشريف في قصف إسرائيلي مكثف على شمال غزة، في حادثة أثارت موجة غضب وتنديد في الأوساط الصحفية والحقوقية، التي اعتبرت استهدافه امتداداً لسياسة ممنهجة لإسكات الأصوات الناقلة لجرائم الاحتلال بحق المدنيين في القطاع.