أخبار

كارثة مائية في معان.. فيضان سد الوحيدي يكشف فشل الإدارة

تصاعدت حالة من الغضب والاستياء في الشارع بعد فيضان سد الوحيدي في محافظة معان، ما أدى إلى هدر شبه كامل للسعة التخزينية للسد، في وقت تعد فيه الأردن من أكثر دول العالم معاناة من شح المياه.

ويأتي هذا الحادث ليكشف خللا واضحا في إدارة الموارد المائية، ويطرح أسئلة صعبة حول مستوى الجاهزية، والتخطيط، والمتابعة لدى الجهات المعنية، خصوصا أن التحذيرات من عدم قدرة السد على استيعاب كميات الأمطار كانت مطروحة منذ ساعات الصباح.

وتفاعل المواطنون بحدة مع ما جرى، معتبرين أن ما حدث “فضيحة إدارة بكل معنى الكلمة”، فبينما يتحمل الناس انقطاعات المياه اليومية، والتقنين المستمر، وضغط نقص التزويد، تُهدر ملايين الأمتار المكعبة من المياه دفعة واحدة وتتدفق في الوديان دون أي استثمار أو ضبط.

هذا التناقض بين معاناة المواطنين ومشهد الهدر الكبير ولد حالة من السخط العام، وسط مطالبات متزايدة بأن تخرج الجهات المسؤولة لتعلن بوضوح: من أخطأ؟ ومن سمح بوصول السد إلى هذا الوضع؟ ومن يتحمل تبعات هذا الفشل؟

ويرى مراقبون أن ما حصل ليس حادثاً طارئاً، بل حلقة جديدة من سلسلة الإهمال المزمن في إدارة المياه، أحد أهم ملفات الأمن الوطني، وأكد خبراء أن أي عبث بمقدرات بلد يعاني العطش هو تقصير خطير يستوجب محاسبة فورية وشفافة، بعيداً عن التبريرات والتغطية المعتادة، فثقة الناس تتآكل، والصبر ينفد، والمواطنون لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من الإهمال أو استمرار غياب المسؤولية في التعامل مع مورد حيوي يرتبط بحياة كل بيت وكل أسرة في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى