تقارير

قرار ترامب يهدد استقرار الأردن.. مجلة أمريكية تكشف تفاصيل القصة

 

صوت الأردن

في خطوة مفاجئة تحمل دلالات سياسية واقتصادية عميقة، شرعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ أكبر عملية تقليص للمساعدات الخارجية منذ عقود، عبر تجميد أكثر من 90% من عقود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، مما ينذر بعواقب وخيمة على عدة دول في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأردن.

 

ووفقًا لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن القرار يستهدف توفير نحو 60 مليار دولار من مخصصات المساعدات الخارجية التي كانت تُوجَّه لعشرات الدول في مجالات التنمية والإغاثة والبنية التحتية.

 

وأكدت تقارير ميدانية أن الأردن، ثالث أكبر متلقٍ للمساعدات الأمريكية بعد دولة الاحتلال الإسرائيلي ومصر، بدأ يشعر فعليًا بتداعيات هذه السياسة الجديدة، حيث تم تعليق عدد من المشاريع الحيوية التي تمولها USAID، تشمل برامج في قطاعات التعليم والمياه والرعاية الصحية.

 

وأشارت صحيفة The National الإماراتية إلى أن أكثر من 40 مشروعًا ممولًا من الولايات المتحدة تم تجميده أو تقليصه في الأردن خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما أدى إلى تسريح مئات العاملين المحليين وتوقف برامج تدريبية وتنموية تستهدف الشباب والمجتمعات الفقيرة.

 

ورغم أن الحكومة الأردنية التزمت الصمت رسميًا، إلا أن مسؤولون  دبلوماسيون في عمّان وصفت التخفيضات بأنها “ضربة موجعة” في وقت تواجه فيه البلاد أزمات اقتصادية متلاحقة ونسبة بطالة تجاوزت 23%، خاصة في ظل تراجع الدعم الخليجي والضغوط الناجمة عن استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري.

 

ويبدو أن تداعيات القرار لا تقتصر على الأردن، بل تمتد إلى مناطق النزاع في سوريا والعراق واليمن، حيث تم تعليق عشرات برامج الإغاثة الطارئة، ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية في هذه البلدان، ويزيد من خطر عودة الجماعات المتطرفة إلى النشاط في الفراغات الناشئة عن تراجع الدعم الدولي.

 

وبحسب تقرير نشره موقع Arab News، فإن منظمات إنسانية عاملة في المنطقة حذرت من “انهيار وشيك” لبرامج الغذاء والصحة والتعليم في عدة مناطق سورية ويمنية، مطالبة واشنطن بإعادة النظر في قرارها، خاصة أن الكثير من هذه البرامج كانت تنقذ حياة آلاف المدنيين شهريًا.

 

ويقول محللون إن هذا التحول في السياسة الخارجية الأمريكية يعكس توجهًا انعزاليًا لدى إدارة ترامب، يهدف إلى تقليص التزامات واشنطن في الخارج، والتركيز على أولويات الداخل الأمريكي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

وفي ظل هذه المستجدات، تبدو دول الشرق الأوسط أمام مرحلة جديدة من إعادة تموضع التحالفات الإقليمية، مع توجه بعض العواصم نحو تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا لتعويض الفراغ الأمريكي، وسط تساؤلات جدية حول مستقبل النفوذ الأمريكي في المنطقة، واستقراره على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى