تقارير
فضيحة موقع “عمون”: معلومات كاذبة وجهل بالانجليزية وفشل على “غوغل”

صوت الأردن – خاص وحصري
نشر موقع “عمون” الإخباري مقالاً للكاتب رجا طلب هو أشبه بــ”فضيحة مكتملة الأركان”، وذلك بسبب أن المقال يتضمن جملة من المعلومات الكاذبة، إضافة الى كونه يكشف جهل الكاتب والمحرر وإدارة الموقع باللغة الانجليزية وبالبحث وعدم معرفتهم بالصحافة الأجنبية والعالمية.
واللافت أن المقال يعود الى العام 2019 وأعاد موقع “عمون” مؤخراً نشره بطلب من كاتبه رجا طلب، وطوال هذه السنوات لم يحظَ المقال بأية مراجعة ولا تدقيق ولا تصحيح، ولم يتمكن المحرر في “عمون” من مراجعة المعلومات الواردة في المقال ولا التأكد من صحتها لتجنب هذه الفضيحة التي يستطيع استكشافها أي شخص لديه مجرد إلمام باللغة الانجليزية.
والمقال “الفضيحة” يحمل عنوان “ديفيد هيرست الجديد.. من هو ولماذا؟”، ويتضمن هجوماً من الكاتب رجا طلب على رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ديفيد هيرست، إلا أن موقع “صوت الأردن” سارع الى التحقق من صحة المعلومات الواردة في المقال بسبب كونها مثيرة ولافتة، ليكتشف الحقيقة المرعبة وهي أن كل ما جاء في المقال هو معلومات كاذبة نتجت عن أن الكاتب لا يُجيد اللغة الانجليزية ولا يتابع الإعلام البريطاني، وربما يكون قد تعمد التدليس والكذب من أجل التشكيك بالصحفي ديفيد هيرست الذي يدير موقع “ميدل إيست آي”.
ومن المعروف أنَّ رجا طلب هو أحد الكتاب الصحفيين المقربين من أجهزة الأمن في الأردن، وله ارتباطات وثيقة بجهاز المخابرات، وظل لسنوات طويلة يكتب مقالاً في جريدة “الرأي” الحكومية، وفي السنوات الأخيرة تحول الى العمل مع محمد دحلان في الامارات، وأصبح دائم الظهور على شاشة قناة “الغد العربي” المملوكة لمحمد دحلان ويتقاضى منها مبالغ مالية كبيرة.
ويزعم المقال أن “ديفيد هيرست” الذي هو رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” انتحل اسم “ديفيد هيرست الأصلي” الذي كان مراسل جريدة “الغارديان” في لبنان منذ العام 1963، كما يزعم المقال أن ديفيد هيرست الجديد لا علاقة له بجريدة “الغارديان” المرموقة ولم يعمل بها.
ويفضح كاتب المقال نفسه بنفسه عندما يقول: “يستطيع أي من القراء الأعزاء استخدام محرك البحث “غوغل” ليكتشف وببساطة شديدة أن هناك ديفيد هيرست أصلي، مقطوعة اخباره ونادراً ما تظهر له صورة أو صورتان، فيما ديفيد هيرست الجديد تظهر صوره ومقالاته على كل المواقع التابعة للجزيرة وللإخوان”، حيث إن هذه الفكرة تكشف بأن الكاتب ليس فقط لا يعرف الانجليزية ولا يتابع ما يُكتب في الصحافة العالمية وإنما هو أيضاً لا يجيد استخدام محرك البحث “غوغل” ويستشهد بما لا يعرف ولا يُجيد استخدامه!
وأمضى موقع “صوت الأردن” عدة ساعات في عمليات بحث مطولة للتحقق من هذه المعلومات، واستعان “صوت الأردن” أيضاً بمحرك البحث “غوغل” بحسب توجيهات كاتب المقال رجا طلب، ليتبين بأن أغلب الوارد في المقال المنشور على “عمون” ليس صحيحاً، بل إن الكارثة هو أن “ديفيد هيرست” الأصلي يكتب أيضا في موقع “ميدل إيست آي” الذي يرأس تحريره “ديفيد هيرست” الجديد، وتبين لموقع “صوت الأردن” أن كلاً من الاثنين لا زال على قيد الحياة، وكلاهما يكتب وكلاهما أصلاً أصدقاء ولم ينتحل أي منهما إسم الآخر!!
ولم تتوقف فضيحة موقع “عمون” عند هذا المستوى بل تبين بأن ديفيد هيرست الجديد الذي هو رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” كان الكاتب الرئيسي لافتتاحية جريدة “الغارديان” للشؤون الخارجية (أنظر الصورة أدناه من الغارديان)، وظل في موقعه كاتباً وصحفياً في الجريدة حتى استقال منها وانتقل الى موقع “ميدل إيست آي” الذي قام بتأسيسه في 2013 ويرأس تحريره منذ ذلك الحين.. وخلافاً لمزاعم موقع “عمون” الذي يقول بأن هيرست الجديد لا علاقة له بالغارديان، فهناك عشرات المقالات وربما مئات المقالات المنشورة باسمه في “الغارديان”.
لكنَّ الأمر الأهم من كل هذا، والذي يكشف حجم الجهل لدى كاتب المقال رجا طلب، ولدى موقع “عمون” ومحرره، هو أنه لا أحد في العالم الغربي، أو في أوساط القراء الانجليز، يلتبس عليه أصلاً الرجلين، والسبب أن التهجئة بالانجليزية تختلف بين كل منهما، حيث إن رئيس تحرير “ميدل إيست آي” اسمه (David Hearst) أما الصحافي القديم الذي كان مراسلاً في بيروت وكان صديقاً للراحل ياسر عرفات فهو (David Hirst)، والناس في بريطانيا وأمريكا والعالم بأكمله لا يختلط عليهم الأمر ولا يلتبس عليهم الرجلين، وإنما يلتبس الأمر فقط على الكاتب رجا طلب وعلى موقع عمَّون بسبب جهلهم في اللغة الانجليزية وجهلهم في الإعلام الأجنبي ولأنهم لا يعرفون بأن الرجلين من أشهر الصحفيين في بريطانيا، وحتى الطفل الصغير يستطيع التمييز بينهم!
كما أن اللافت في هذا السياق هو أن آخر مقالين كتبهما “ديفيد هيرست الأصلي” كانا في موقع “ميدل إيست آي” الذي يرأس تحريره ديفيد هيرست الجديد، ومن يبحث في الموقع يستطيع بسهولة أن يجدهما.
ولأنَّ رجا طلب لا يعرف الانجليزية، ولا يجيد البحث على “غوغل”، فقد زعم في مقاله أنك عندما تبحث عن “ديفيد هيرست” فلا تجد أية صورة للقديم وإنما كلها لرئيس تحرير “ميدل إيست آي”، بل وصل الجهل بكاتب المقال الى أنه يعتقد بأن ما حدث على غوغل إنما هو “أمر مريب لا أستطيع تفسيره إلا بأنه بلطجة إلكترونية أو تزييف تقني متقن تعمَّد دفن شخصية الأصلي لصالح الجديد”.. حيث خطر على بال العبقري رجا طلب بأن الاخوان نجحوا في مسح صور “ديفيد هيرست الأصلي” ولم يخطر على باله بأنه لا يجيد البحث ولا الانجليزية ولا الصحافة ولا الاعلام!!

