غزة على حافة الانهيار.. المرحلة الثالثة من المجاعة تبدأ والعالم يكتفي بالمشاهدة
منذ ساعتين
أكد مدير عام مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية أن قطاع غزة دخل رسميًا المرحلة الثالثة والأخطر من مستويات المجاعة، بحسب التصنيف الأممي، محذرًا من أن الأوضاع الإنسانية باتت تنذر بمزيد من الكارثة، وسط استمرار سياسة التجويع الممنهجة بحق المدنيين.
قال أبو سلمية إن “الجوع ما زال يفتك بالأرواح في غزة على مرأى ومسمع من العالم، وهي جريمة بحد ذاتها لها توصيف قانوني واضح: الإبادة الجماعية”. ولفت إلى أن التصنيف الجديد أعلنه تقرير للأمم المتحدة صدر في 29 يوليو، مؤكداً أن هذه المرحلة تعني انهيار سبل البقاء على قيد الحياة، لا سيما للأطفال والمرضى وكبار السن.
وأشار إلى أن المستشفيات تشهد يوميًا حالات وفيات نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص الأدوية والمياه، محذرًا من أن تقاعس المجتمع الدولي يرقى إلى درجة “التواطؤ مع الجريمة”.
“المجاعة أداة حرب”
واعتبر أبو سلمية أن ما يحدث في غزة ليس نتيجة طبيعية للحرب، بل “سياسة ممنهجة تهدف لتركيع السكان عبر سلاح التجويع”، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الأساسية، ويعطل بشكل متعمد الإغاثة الإنسانية.
وحمّل الاحتلال المسؤولية عن “المرحلة الثالثة من التجويع”، معتبرًا أنها “ذروة الإبادة” في ظل عجز الأمم المتحدة عن تنفيذ الحد الأدنى من مسؤولياتها.
هذا وتُعد المرحلة الثالثة وفق التصنيفات الدولية هي الأخطر، حيث يتوقف الناس عن تلقي الغذاء الكافي، وتظهر مؤشرات الهزال الشديد، ويرتفع معدل الوفيات، لا سيما في أوساط الرضع والأطفال، كما تُسجل حالات وفاة يومية جراء الجوع.
أزمة مركبة وصمت عالمي
تأتي هذه التصريحات في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة من ظروف إنسانية شديدة القسوة، مع استمرار الحصار والإغلاق ونقص المساعدات، ووسط صمت دولي مطبق، وغياب الاستجابة الإنسانية الكافية.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه يعني أن قطاع غزة يقترب من “كارثة إبادة جماعية موثقة”، تستدعي تدخلاً دوليًا فوريًا يتجاوز التصريحات ويترجم إلى ضغط سياسي وإنساني حقيقي على الاحتلال.