تقارير

صواريخ تعترض فوق الرؤوس وحفلات تخدش التقاليد.. السياحة تستغيث

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتزايد تأثيرها على الداخل الأردني، تبحث الحكومة عن حلول عاجلة للحد من الأضرار التي لحقت بقطاع السياحة، أحد أبرز روافد الاقتصاد الوطني.

وقال وزير الاتصال الحكومي محمد المومني، في مؤتمر صحفي أعقب جلسة لمجلس الوزراء في محافظة البلقاء، إن مجلس إدارة الضمان الاجتماعي يدرس إجراءات جديدة لدعم القطاعات المتضررة، وفي مقدمتها السياحة، التي تأثرت بشكل مباشر من “الأوضاع الإقليمية غير المستقرة”.

وبحسب مصادر، فقد أثرت عمليات اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية المتجه إلى الأراضي المحتلة فوق الأراضي الأردنية بشكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة، على ثقة الزوار بالاستقرار الأمني في المملكة، رغم أن هذه العمليات كانت لحماية الاحتلال الإسرائيلي من هجمات إقليمية، بخلاف الأضرار التي أثرت على المواطنين والممتلكات الأمر الذي فرض أعباء أمنية ومادية على الدولة، وساهم في تراجع حركة السياحة الوافدة.

حفلات مثيرة للجدل في البترا
وعلى صعيد داخلي، أثارت حفلات أقيمت مؤخرًا في مدينة البترا السياحية، ضجة شعبية بعدما وصفت بأنها “تتنافى مع التقاليد الأردنية الأصيلة”، وتضمنت ممارسات غير أخلاقية مرتبطة بسلوكيات شاذة وخادشة للحياء العام، بحسب وصف ناشطين.

وأكدت مصادر في القطاع السياحي أن هذه الأنشطة أثرت على سمعة الأردن السياحية بين فئات واسعة من الزوار العرب، خاصة من دول الخليج، الذين اعتادوا زيارة المملكة لما فيها من طابع ثقافي محافظ وأجواء آمنة.

مخاوف من “نزيف مستمر” و”غياب الانضباط”
تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه القطاع من تراجع الحجوزات، وتأجيل عدد من الفعاليات الكبرى التي كانت مقررة خلال موسم الصيف، وسط مخاوف من استمرار النزيف في حال لم تتخذ الحكومة خطوات جادة لضبط السلوكيات المنافية للتقاليد، وتخفيف الأعباء الأمنية الناتجة عن الصراعات الإقليمية.

ويطرح مراقبون تساؤلات حول قدرة الحكومة على الحفاظ على هوية الأردن السياحية المتزنة، وحماية ما تبقى من كرامة هذا القطاع الحيوي، في ظل ضغوط داخلية وخارجية متزايدة.

هل تنقذ الحكومة ما تبقى؟
يرى محللون أن إعادة الاعتبار لهيبة الدولة، وضبط مظاهر “الانفلات الأخلاقي”، إلى جانب إعادة النظر في التبعات الأمنية الناتجة عن الانخراط في مسارات حماية الاحتلال، قد تشكل مفتاحًا لاستعادة الثقة بالوجهة الأردنية، وحماية أحد أعمدة الاقتصاد الوطني من الانهيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى