شريم يحذر: الهيكلة عمقت الظلم ورواتب الموظفين تحت خط الكفاف.. والإصلاح يبدأ بإنصاف الناس

حذر الخبير الاقتصادي سامي شريم من تفاقم الأوضاع المعيشية للموظفين في الأردن، مؤكدًا أن الرواتب الحالية “لم تعد تكفي”، وأن الهيكلة الأخيرة للأجور عمّقت الفجوة بدل أن تعالجها، بعد أن وُجّه الجزء الأكبر من الدعم نحو الدرجات العليا، فيما تُرك غالبية الموظفين يواجهون الغلاء وتآكل الدخل دون حماية.
وقال شريم في تصريح لوكالات إن ما جرى ولّد حالة من الغضب والإحباط بين العاملين والمتقاعدين، الذين يشعرون بأن العدالة غابت عن توزيع الرواتب، وأن الدولة كما وصف “تكافئ المترفين وتتجاهل من يدير العمل الحقيقي يوميًا”.
وأضاف أن الهيكلة كان يُفترض أن تحقق توازنًا اجتماعيًا وتعيد ضبط منظومة الأجور، لكنها تحوّلت إلى أداة لتكريس الطبقية داخل الجهاز الحكومي، حيث تستفيد الدرجات العليا من الامتيازات والمكافآت، بينما تتآكل رواتب صغار الموظفين حتى أصبح كثير منهم تحت خط الكفاف.
وأكد شريم أن استمرار هذا الوضع يهدد أي حديث عن إصلاح اقتصادي، لأن تجويع الطبقتين المتوسطة والفقيرة يعني بقاء الاختلالات وتعميق فجوة الثقة مع الخطاب الرسمي.
وشدّد على أن “الإصلاح الحقيقي يبدأ بإصلاح أحوال الناس”، متسائلًا: “عندما تكون رواتب موظفي الدولة غير كافية لسد احتياجاتهم الأساسية، ماذا ننتظر منهم؟” محذرًا من أن ضعف الرواتب قد يجعل بعض الموظفين فريسة للفساد، بفعل ضغوط المعيشة وقسوتها.






