تقارير

شركة أردنية بشراكة إماراتية تزود الاحتلال باللحوم في ذروة تجويع غزة (وثائق)

في وقتٍ يشهد فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بفعل حصار الاحتلال الإسرائيلي المشدد، ومع تصاعد التحذيرات الدولية من تفشي المجاعة بين أكثر من مليوني فلسطيني، تبرز مفارقة مؤلمة في وجود شركات وكيانات في دول عربية، من بينها الأردن، تواصل تعاملاتها التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي، بل وتساهم – بشكل مباشر أو غير مباشر – في دعم آلة الحصار عبر تزويده بالمواد الغذائية.

“حجازي وغوشة”.. شركة أردنية في دائرة الاتهام
وتعد شركة “حجازي وغوشة” واحدة من أبرز الأسماء المتداولة في هذا السياق، وهي شركة أردنية متخصصة في تجارة اللحوم، وخاصة لحوم “الكوشير” التي تعتبر متوافقة مع الشريعة اليهودية، وتستخدم بكثافة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وقد استمرت الشركة في تصدير شحنات لحوم إلى إسرائيل خلال الأشهر الماضية، رغم المجازر المستمرة في غزة، وتظهر إحدى الوثائق أن آخر شحنة سلمت قبل نحو شهر، وكانت عبر الوسيط “باسم دباح” – رجل أعمال فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية، ينحدر من بلدة دير الأسد، ويلعب دورًا مركزيًا في الربط التجاري بين الموردين في العالم العربي والاحتلال.

 

ارتباطات خارجية وشراكات إماراتية
وليست شركة “حجازي وغوشة” وحيدة في المشهد؛ إذ تشير البيانات إلى أن الشركة الأردنية ترتبط بشراكة استراتيجية مع شركة إماراتية تدعى “إمارات المستقبل”، المملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، وتمتلك هذه الشركة 40% من أسهم “حجازي وغوشة”، ما يثير علامات استفهام حول الدور الإماراتي في هذه المعاملات.

وتعود علاقة “حجازي وغوشة” بالتصدير لإسرائيل إلى تسعينيات القرن الماضي، لكنها ازدادت نشاطًا في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر التي تسبب بها استهداف جماعة الحوثي لموانئ الاحتلال، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل الإمداد الغذائية، ودفع الاحتلال إلى البحث عن موردين بديلين في المنطقة.

وتملك الشركة كذلك فرعًا في أستراليا منذ عام 1997، ما يمنحها حضورًا دوليا يسهل عمليات النقل والتغطية على الصفقات.

المحامي نعيم موسى.. حلقة الوصل القانونية
وبحسب الوثائق المنتشرة تبرز في خلفية المشهد شخصية المحامي الفلسطيني “نعيم موسى”، الذي يُعتقد أنه يلعب دورًا أساسيًا في التنسيق القانوني بين الشركة الأردنية والجانب الإسرائيلي، وتسهيل الإجراءات اللوجستية والجمركية لتأمين مرور الشحنات.

تجويع غزة… سلاح حرب
منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على غزة، حول الاحتلال الغذاء والماء والدواء إلى سلاح حرب، وأغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر الحيوية المؤدية إلى القطاع، بما فيها معبر رفح، بمشاركة من دول إقليمية، مما تسبب في انقطاع الإمدادات الأساسية.

وبحسب تقارير حقوقية دولية، يعاني أكثر من نصف سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، بينما يعجز معظم الأهالي عن الحصول على وجبة يومية كاملة، وفي ظل هذا المشهد القاتم، تتوالى الأنباء حول تعامل شركات عربية مع الاحتلال، ما يطرح تساؤلات أخلاقية وسياسية خطيرة.

تساؤلات مشروعة وانتقادات حقوقية
يثير هذا الملف موجة غضب في الشارع الأردني والعربي، حيث يرى كثيرون أن استمرار التعاون التجاري مع الاحتلال – وخاصة في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من تجويع وتنكيل – يتنافى مع الموقف الشعبي العارم الداعم لفلسطين.

وطالبت منصات حقوقية وهيئات مدنية الحكومة الأردنية بفتح تحقيق في طبيعة تعاملات “حجازي وغوشة”، ومراجعة أي اتفاقيات قد تسهل هذا النوع من النشاط التجاري، الذي “يتناقض مع أبسط قيم التضامن الإنساني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى