سميح المعايطة: الإخوان أضاعوا أنفسهم بوهم السلطة ويقودون الحزب نحو المصير نفسه

قال الكاتب والوزير الأسبق سميح المعايطة، الذي أمضى سنوات طويلة من حياته داخل جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يغادر صفوفها وينتقد مسارها، إن الجماعة لم تُجرِ أي مراجعة حقيقية لمسارها منذ ما يسمى “الربيع العربي”، رغم الخسائر المتتالية التي تعرضت لها وتحولها إلى تنظيم محظور في دول عديدة.
وفي مقال له، أشار المعايطة إلى أن الإخوان في الأردن رفضوا التوقف عند واقعهم الجديد في الإقليم، وظلوا أسرى لتقييمات من الداخل والخارج توحي بأنهم “الأقوى” وقادرون على فرض إرادتهم في الشارع، لافتًا إلى أن هذا الغرور ازداد بعد الانتخابات النيابية، وبدفع من التنظيم الشقيق الذي يختطف قرار الجماعة ويتعامل معها كأداة إقليمية.
وزعم أن الجماعة عملت، منذ بداية العدوان على غزة، وفق حسابات خارجية تهدف لتحويل الأزمة إلى ورقة ضغط أمني وسياسي على الدولة الأردنية.
وأكد المعايطة أن ما جرى لم يكن رد فعل على العدوان فقط، بل كانت هناك تحركات قبل ذلك يقودها مسؤول رفيع، يُرجّح ارتباطها بدولة معروفة، بهدف تحويل الأردن إلى ساحة توتر تخدم أجندات غير وطنية.
وبحسب المعايطة، فإن قرار الدولة بحظر الجماعة لم يأتِ من فراغ، بل هو قرار نهائي نابع من قراءة متأنية لمسار الجماعة وسلوكها السياسي، لكن التعامل مع الملف بقي ضمن إطار القانون والقضاء. أما بالنسبة لحزب جبهة العمل الإسلامي، فرأى أن استمرار قيادته من قبل نفس الشخصيات التي تدير الجماعة المحظورة يعزز القناعة بأنه أصبح منفذًا بديلًا لعمل الجماعة، مما يضعه في دائرة الخروج على القانون.
وختم المعايطة بالقول إن الجماعة أهدرت نفسها بسبب أوهام السلطة وارتهانها لشقيقها الخارجي، وهي تكرر اليوم الخطأ ذاته مع الحزب وفق زعمه.
وقبل أن يصبح من أبرز منتقدي جماعة الإخوان المسلمين، كان سميح المعايطة جزءاً أصيلاً من بنيتها التنظيمية. فقد توسعت علاقاته داخل الجماعة خلال تسعينيات القرن الماضي، ووفقًا لمعلومات نشرها موقع “صوت الأردن”، فإن المعايطة انضم منتصف التسعينيات للعمل سراً ضمن مكتب حركة حماس في الأردن، والتي كانت آنذاك تعمل رسميًا تحت مظلة تنظيم الإخوان المسلمين.
وتشير الوثائق التي اطلع عليها الموقع – والتي امتنع عن نشرها حفاظاً على مصدرها – إلى أن المخابرات الأردنية جندت المعايطة في تلك الفترة (عام 1994 أو 1995 تقريبًا)، ليتحوّل لاحقاً إلى مصدر رئيسي للمعلومات حول مكاتب حماس، شعبة الزرقاء، المركز العام للإخوان، وجريدة السبيل.
ووفق ذات المعلومات، فإن المعايطة كان يتقاضى راتبًا مقابل عمله في مكتب نائب رئيس حركة حماس، الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي كان لا يزال يقيم في الأردن آنذاك، ما يعني أنه كان محسوبًا على الخط التنظيمي والمالي للحركة، إلى جانب موقعه داخل صفوف الإخوان.