“سلام مزدوج”.. معاريف العبرية: الأردن ينسق أمنيا مع إسرائيل ويسمح بالرفض الشعبي
منذ 6 ساعات
شنت صحيفة معاريف العبرية هجومًا حادًا على المملكة الأردنية الهاشمية، متهمةً إياها بانتهاج سياسة مزدوجة تجاه إسرائيل، تجمع بين الاستفادة من اتفاقيات السلام والمساعدات الاقتصادية، وبين السماح بخطاب الرفض لها واسع النطاق داخل المملكة.
وفي مقال بعنوان “نكران جميل دبلوماسي”، كتب المستشرق الإسرائيلي والعقيد الاحتياط موشيه العاد أن الأردن “خلق نموذجًا جديدًا من السلام”، وصفه بـ”السلام الهجين”، حيث يحصل على موارد استراتيجية باهظة القيمة من إسرائيل، بينما لا يتوقف عن التعبير عن العداء تجاهها على المستويين الرسمي والشعبي، وفق تعبيره.
مساعدات مقابل العداء؟
أبرز الكاتب الإسرائيلي ما أسماه “سخاء” تل أبيب تجاه الأردن، مشيرًا إلى أن اتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين عام 1994 تنص على تزويد الأردن بـ50 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، وقد ارتفعت لاحقًا إلى 100 مليون متر مكعب، كما أشار إلى اتفاق آخر وُقّع عام 2016، تلتزم فيه إسرائيل بتزويد الأردن بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي لمدة 15 عامًا.
وأضاف أن الأردن يتمتع كذلك بإمكانية الوصول المباشر إلى السوق الإسرائيلية، والتعاون في مجالات متعددة كالسياحة والزراعة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى ما وصفه بـ”التنسيق الأمني المثمر والناجع”.
ورغم هذه العلاقات، يقول العاد إن ما تتلقاه إسرائيل من الجانب الأردني هو “وجبات دسمة من نكران الجميل”، تمثلت ـ حسب المقال ـ في التحريض المستمر ضد إسرائيل في المساجد ووسائل الإعلام، إضافة إلى مقاطعة شعبية واسعة وتظاهرات جماهيرية مناهضة للتطبيع.
“الملك يتحمل المسؤولية”
لم يعفِ الكاتب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من المسؤولية، واعتبر أن كل ما يحدث داخل الأردن يتم بموافقته أو على الأقل بقبوله الضمني، رغم ما يشاع عن ضرورة إرضاء الشارع ذي الغالبية الفلسطينية، بحسب وصفه.
ورأى أن موقف الأردن من رفض التطبيع يتناقض مع الفوائد التي يجنيها من الاتفاقات مع إسرائيل، متسائلًا عن الجدوى من استمرار هذا “السلام الهجين”، على حد قوله.
كرة السلة
وجاءت هذه الانتقادات عقب رفض منتخب الأردن لكرة السلة للشباب خوض مباراة أمام منتخب الاحتلال الإسرائيلي في بطولة كأس العالم التي تستضيفها سويسرا حاليًا، وقد أثار الموقف الأردني موجة غضب في وسائل الإعلام العبرية، واعتُبر “صفعة جديدة” من بلد يرتبط بعلاقات رسمية مع تل أبيب.
وأشار المقال إلى أن السلطات الأردنية بررت الانسحاب برغبتها في تجنّب أي احتكاك أو خطر محتمل على لاعبيها، لكن العاد يرى أن السبب الحقيقي هو رفض التطبيع بشكل كامل، وهو ما وصفه بـ”الرسالة السلبية” التي تتابعها الدول المطبّعة مع إسرائيل، وخصوصًا من وقّعوا على اتفاقيات أبراهام.
تساؤلات إسرائيلية
أنهى الكاتب مقاله بسؤال وجهه لصنّاع القرار في تل أبيب، حول ما إذا كانت العلاقة مع الأردن لا تزال تمثل “ذخرًا استراتيجيًا”، في ظل ما وصفه بالازدواجية في الخطاب والمواقف الأردنية.