تقارير

رقص وغناء وسط الحرب والبطالة.. أجور “مهرجان جرش” تشعل الغضب الشعبي

كشف المدير التنفيذي لمهرجان جرش، مازن قعوار، عن تفاصيل موازنة وأجور الفنانين المشاركين في النسخة الـ36، المزمع انطلاقها في 27 تموز الحالي.

ووفق قعوار، فإن الفنانين العرب سيحصلون على أجور تصل إلى 300 ألف دينار، بينما الفنان الأردني يحصل على 250 ألف دينار، مع وجود فنانين عربيين سيحييان حفلات بالمجان على المسرح الجنوبي.

وأوضح قعوار أن موازنة المهرجان تبلغ 900 ألف دينار، تشمل دفع 100 ألف دينار ذمم متبقية من مهرجان 2021، مشيرًا إلى أن الموازنة تعتبر “متواضعة”، وأن الدعم الأكبر يأتي من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، إلى جانب دعم لوجستي من الجيش ومديرية الأمن العام وأمانة عمان.

تصريحات قعوار أثارت استياء واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثير من الأردنيين أن هذا الإنفاق “خيالي وفاحش”، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.

الغضب الأخلاقي والسياسي في ظل الحرب على غزة

لم يقتصر الجدل على الأرقام المالية، بل امتد إلى الجانب الأخلاقي والسياسي، حيث انتقد ناشطون إقامة المهرجانات والرقص والغناء في وقت تستمر فيه الحرب على غزة، ويموت المدنيون تحت القصف والجوع.

وكانت دعوات واسعة قد أطلقت على منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة المهرجان أو الاحتجاج على الترف الفاحش في هذا التوقيت، معتبرين أن الحكومة تتجاهل الواقع الإنساني وتعطي الأولوية للمتعة والاحتفالات.

الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الداخلية

الأمر لا يقتصر على الجانب الأخلاقي، بل يمتد إلى الواقع الاقتصادي داخل الأردن، في الوقت الذي تنفق فيه الدولة ملايين على مهرجانات فاخرة، يعاني المواطنون من ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم المديونية والعجز المالي المتصاعد.

وأكد خبراء اقتصاد أن هذا الإنفاق يعكس انفصالًا مقلقًا بين أولويات الحكومة واحتياجات الناس، ويزيد من شعور الغضب والاستياء الشعبي.

ردود الفعل الشعبية

أثار إعلان تفاصيل الفنانين وأجورهم وتصاميم المهرجان الرسمية موجة سخرية وانتقاد على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف كثيرون هذه الاحتفالات بأنها “مهزلة وسط الجوع والفقر”، معتبرين أن الحكومة منشغلة بالمظاهر والاحتفالات بينما المواطن يعاني.

وأكد البعض أن هذه السياسة “تضع أخلاق المجتمع على المحك”، خاصة في ظل الصور الصادمة من غزة وحالة الفقر المتفاقمة في الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى