رسالة نارية من أمجد هزاع المجالي الى الشعب الأردني (النص الكامل)
منذ 7 ساعات
وجه قطب السياسة الأردني المعروف والبارز أمجد هزاع المجالي رسالة نادرة الى الشعب الأردني العظيم مباشرة، وذلك في أعقاب التهديدات الواضحة والعلنية التي أطلقها المسؤولون الاسرائيليون بمن فيهم بنيامين نتنياهو لاحتلال الأردن من أجل إقامة ما يُسمى “اسرائيل الكبرى”.
وأمجد هزاع المجالي الذي يبلغ من العمر اليوم 79 عاماً يبدو وكأنه قد طفح الكيل لديه مما يجري في الأردن، حيث يوجه هذه الرسالة النارية الى الشعب الأردني دون أن يأتي فيها على ذكر للملك أو الحكومة أو البرلمان أو أي من مؤسسات النظام السياسي وإنما يُخاطب فيها الأردنيين مباشرة الذين هم أصل هذه الدولة وعمودها الفقري.
والمجالي المولود في العام 1946 أي بالتزامن مع ولادة الدولة الأردنية ذاتها، هو أحد أبرز أقطابها السياسيين والمعروفين، وكان قد شغل سابقاً منصب نائب رئيس الوزراء، وكذلك وزير العمل، كما كان نائباً في البرلمان، وشغل أيضاً منصب السكرتير الخاص للملك، وتولى العديد من المناصب، ويُمكن اعتباره أحد الخبراء في الشأن الأردني، إن لم يكن الخبير الأبرز على الاطلاق.
وفيما يلي نص رسالة المجالي كما وردت الى موقع “صوت الأردن”:
رسالة من أمجد هزاع المجالي إلى النظام السياسي الأردني
أيها الشعب الأردني العظيم
إن المرحلة التي يمر بها الأردن هي المرحلة الأخطر في حياة الدولة الأردنية منذ نشوءها ، وبعيداً عن كل ما تحدثنا به على مدى سنوات طويلة جداً دون أن نجد أذنا صاغية.
نواجه اليوم إعلان حرب صريح وبلهجة قوية ونبرة حادة من قبل العدو الصهيوني وعلى لسان أعلى هرم القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية ومع هذا ما يزال الخطاب السياسي الرسمي على حاله متواضعا ، مرتبكا ، ولا ينتج عنه إلا تصريحات لا ترقى إلى مستوى الحدث.
لقد تحدثنا عن الإصلاح السياسي كثيراً رغم أن الإصلاح السياسي ليس هدفا في حد ذاته، بل هو الوسيلة الوحيدة لبناء القوة الشاملة للدولة الضامنة لأمنها وبقائها واستمرارها والتي تشمل القوة السياسية ، والاقتصادية، والاجتماعية ، والعسكرية.
لقد نادينا حتى بح صوتنا بتنويع مصادر الدخل وتشبع الإستثمار ومعالجة التحديات مثل البطالة والفقر وعدم بيع الماء والكهرباء حتى لا نكون رهينة لاعدائنا، ولكن ما حصل هو إننا بعنا كل شيء بما في ذلك جزءاً من سيادتنا مقابل لا شيئ إطلاقاً ، كانت التبريرات أن العائد المالي من البيع سيسدد المديونية والباقي يبقى للأجيال القادمة ، فلا سددن المديونية التي وصلت إلى أكثر من ستين مليار دولار ولا بقي شيء للأجيال القادمة ولا تمكنا من إطعام الأجيال الحالية التي يقتات بعضها من حاويات القمامة والتسول.
لقد هبطت قيم التكافل الإجتماعي ، وحماية حقوق الإنسان ، وضمان العدالة الإجتماعية، وصار الأردني يخاف من ظله أسوة ببعض الدول العربية الأخرى وصارت قوانين العقوبات سيفا مسلطاً على رقاب الأردنيين بما في ذلك النواب المحصنين فلا يستطيع أحد أن يقول رأيه والسجون ملىء بالموقوفين السياسيين رجالا ونساء وكان من المعيب في زمن الملك حسين رحمه الله أن تسجن أمرأة على كلمة قالتها، اليوم نحن نعيش حالة من التفكك وألخوف والارتياب فلا يجلس اثنان الا ومخبر ثالثهما ما علينا ، كل هذه الأمور تصبح ثانوية أمام التهديد بالحرب الصهيونية المقبلة على الأردن يعني أن الدور جاي علينا لا محالة، والمتشدقين المتكسبين على شاشات الإعلام المحلي من كتاب وخطباء الدعسة السريعة لا يهمهم أن بقي الأردن أو ذهب مع الريح.
نحن اليوم بحاجة إلى موقف قوي شديد يكون مناسبا للتهديدات الصهيونية التي صارت علنية وجدية وظاهرة إلى العيان والتي تتمثل بدعوات نتنياهو إلى تنفيذ حلم الصهاينة الذي يأتي تحت عنوان ” من النيل إلى الفرات ” ودعوات بن غفير وسموتريش بالتهجير وزرع الضفة الغربية بالمستوطنات وعزل القدس عن الضفة.
ومن هنا فأنا ارى أن على الأردن أن يقف موقفا يرسل فيه إشارة قوية لأميركا ودولة الكيان الصهيوني أن الاردن هو وطن الرجال الرجال وليس محمية صهيونية، وأنْ الدولة لا تقدر على الوقوف في وجه المد الشعبي المكبوت إلى الأبد وعلى أمريكا أن يكون لها موقف واضح إتجاه قضايانا العادلة وأنه يتوجب عليها سداد كل الديون الأردنية فما قدمه الأردن لأمريكا والغرب بالرغم من الإرادة الوطنية يساوي أضعاف الديون عليها.
و أقولها بكل صراحة إننا نخشى على الأردنيين من الصهاينة لكننا نخشى عليها أكثر من الرويبضة وتجار السياسة الذين ينصبون أنفسهم أوصياء علينا ، ونخشى في لحظة ما من إنفجار كبير ولا داعي للإنصات للذين يقولون إحنا غير ، مافي حدا غير حينما يعلو الظلم وتختفي العدالة ويشعر الناس بالعجز والضياع، لا بد من موقف قوي ولو تذكرنا مواقف الحسين رحمه الله لوجدنا أن المواقف القوية تنجح دائما لأنها تكون مدعومة شعبياً ، ونذكر بمحاولة إغتيال خالد مشعل وتهديد الملك حينئذ بأن حياة مواطن واحد ستكون كلفتها إتفاقية وادي عربة…. “الا تساوي التهديدات الصهيونية الفاشية إتفاقية وادي عربة” .
وفي الختام لا بد أن نذكر بأن الخطوة التي اتخذتها الدولة بتفعيل خدمة العلم، وبالرغم ما أهميتها إلا أن ما هو أهم الإستفادة من خبرات عشرات الآلاف من المتقاعدين العسكريين ومن هم بالاحتياط والذين ينتشرون على كل جغرافيا المملكة ليكونوا في طليعة إنشاء الجيش الشعبي.
حفظ الله الأردن العظيم من كل مكروه.