تقارير

ديفيد هيرست يكشف الكواليس.. كيف قدّم الأردن الإخوان قربانا لترامب؟

صوت الأردن

كشف الكاتب الصحفي البريطاني رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي ديفيد هيرست الأسباب الحقيقة التي دفعت الأردن إلى قرار حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في ذلك التوقيت، والقبض على قيادتها وكذلك قضية الـ16 والمعروفة إعلامية بقضية “الصواريخ والطائرات المسيرة”.

 

وفي مقال له قال هيرست أن عاهل الأردن الملك عبد الله كان إمكانه إهداء ترامب سجادة أو زوجاً من الصقور، ولكنه قرر فعل شيء آخر أكثر فعالية، فقام بحظر جماعة الإخوان المسلمين.

 

وأضاف أن الملك كان لديه أسبابه القوية التي تدفعه إلى استرضاء ترامب بهذا الشكل، فالأردن من بين أكبر المتلقين للمساعدات الأمريكية، والتي كان ترامب قد هدد بقطعها، وكما اختار ترامب إريك تراغر، الصقوري في مواقفه تجاه مصر والإخوان المسلمين، ليكون مستشاره حول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي.

 

وقال هيرست إنه في البداية جاء الإعلان عن دعوة ترامب للقيام بثاني زيارة دولة إلى بريطانيا، وهو الذي يبدو مهووساً بالعائلة الملكية، والآن يبحث ستارمر فيما إذا كان بإمكان منظمي مباريات الغولف استضافة البطولة المفتوحة لعام 2028 في ملعب تيرنباري، والذي يملكه ترامب. ولذا تساءلت صحيفة الغارديان عما إذا كان ستارمر يعد نفسه ليكون الصبي الذي يحمل له عصي الغولف.

 

وتابع قائلا بنفس الطريقة كان بإمكان عاهل الأردن الملك عبد الله إهداء ترامب سجادة أو زوجاً من الصقور، ولكنه قرر فعل شيء آخر أكثر فعالية، فقام بحظر جماعة الإخوان المسلمين.

 

وأشار إلى أن ترامب قد خطر بباله في عهدته الأولى أن يحظر الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، وقد يقدم على فعل ذلك في عهدته الحالية، وما فعله الملك عبد الله بإجرائه الأخير هو أنه ثبت الأردن ضمن الحملة التي يشنها المعسكر الغربي ضد تيار الإسلام السياسي.

 

وأضاف أن تلك الحركة لقد آتت أكلها، فحسبما أوردت وكالة رويترز، تم استئناف ضخ ملايين الدولارات لتشغيل أكبر محطة تحلية يملكها الأردن بعد أن جفت مواردها على أثر القرار المفاجئ من قبل ترامب بتقليص ميزانية المساعدات الخارجية.

 

أما محلياً، فينظر إلى هذا الإجراء باعتباره مقامرة، إذ من خلال حظر منظمة لم تزل تنشط بشكل رسمي في المملكة منذ عام 1945، يكون عبد الله قد تجاوز خطاً كان والده، الملك حسين، يحرص على عدم تجاوزه طوال فترة حكمه التي امتدت لسبعة وأربعين عاماً.

 

ويذكر أن “صوت الأردن” قد أشار في تقرير الصادر في الـ20 من إبريل أن “صوت الأردن” عدم الكشف عن هويته، فإن الأسباب الثلاثة التي دفعت المخابرات الى الاعلان عن هذا التنظيم والاعلان عن اعتقال أعضائه مع تضخيم حجمهم والتركيز على أنهم جزء من جماعة الاخوان المسلمين، هو كالتالي:

أولاً: يريد الأردن وبشكل سريع الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تستأنف ضخ مساعداتها المالية، وجاء الاعلان عن هذا التنظيم قبل انتهاء فترة المراجعة التي قررتها واشنطن (90 يوماً)، وهذا ما يُفسر الى حد كبير زيارة رئيس الوزراء جعفر حسان الى الولايات المتحدة والتي جاءت متزامنة مع الاعلان عن التنظيم المزعوم، حيث كان الهدف الرئيس منها تقديم مزيد من الشرح حول ما كشفت عنه المخابرات.

 

كما أراد الأردن إيصال رسالة للأمريكيين والاسرائيليين مفادها أننا لا زلنا نحمي مصالحكم، ويتوجب عليكم الاستمرار في تقديم المساعدات المالية، والتي يذهب جزء كبير منها الى الجهاز الأمني والعسكري.

 

ثانياً: يريد الأردن التصعيد ضد جماعة الاخوان المسلمين، وشن حملة اعتقالات في صفوفهم، وذلك من أجل التقارب مع السعودية والامارات، والحصول على دعم مالي منهم، حيث إن الرياض وأبوظبي تطالبان الأردن منذ العام 2016 بالقضاء على جماعة الاخوان المسلمين مقابل تقديم المساعدات المالية. فيما أبدت كل من البلدين غضبهما بعد أن حقق الاخوان تقدماً كبيراً في آخر انتخابات برلمانية شهدها الأردن.

 

نهج المواءمة الذي سار عليه الحسين

وقال رئيس تحرير ميدل إيست آي إن علاقة الحسين بالإخوان المسلمين كانت مركبة، ولكنه كان سيد المواءمة بين التحالفات الدولية من جهة والتحديات التي كانت تواجهه محلياً. أما ابنه، فلا يملك من هذه المهارات إلا النزر اليسير.

 

وأضاف أن الإخوان المسلمون قد وقفوا إلى جانب الحسين في لحظات الخطر المحدق به شخصياً، بما في ذلك حينما فشلت المحاولة الانقلابية في عام 1952، والتي قام بها قوميون ويساريون مؤيدون لجمال عبد الناصر، أو في عام 1970 حينما كان الأردن على شفير حرب أهلية في قتاله مع منظمة التحرير الفلسطينية. كانت لدى جماعة الإخوان المسلمين حينذاك كتيبة مقاتلة ضمن صفوف القوات الفلسطينية، ولكنهم لم يشاركوا في الصراع ونأوا بأنفسهم عنه.

 

ثم واجه الملك أزمة أخرى حينما غزا الزعيم العراقي صدام حسين دولة الكويت في عام 1990. كان الملك الحسين آنذاك حليفاً لصدام، ولكنه كان ضد الغزو. وبالتالي عانى الأردن بسبب الضغوط الغربية التي مورست عليه.

 

لمواجهة هذا التحدي الكبير، سعى الملك حسين بكل قوة للحفاظ على وحدة شعبه وضمان وقوفهم من خلفه، فشكل حكومة كان خمسة من وزرائها من جماعة الإخوان المسلمين.

 

وتابع أن الملك حسين لم يقدم إطلاقاً على حظر الجماعة حتى حينما مورست عليه الضغوط لكي يفعل ذلك من قبل زعماء عرب مثل رئيس مصر جمال عبد الناصر أو رئيس سوريا حافظ الأسد، ولم يكن ذلك لأن الحسين كان متعاطفاً مع الجماعة، بل لقد كانت له رؤيته الخاصة فيما يتعلق بفلسطين، ولكنه كان يدرك أن جماعة الإخوان المسلمين كانت حركة سلمية إصلاحية، وأنه كان بإمكانها أن تلعب دوراً مهماً لصالحه.

 

كان الملك حسين يرى في جماعة الإخوان المسلمين صمام أمان، ووسيلة للتنفيس عن سخط الشعب في زمن الصراعات الكبيرة. كما أن الجماعة كانت لها خاصية سعى هو بنفسه لرعايتها والحفاظ عليها، ألا وهي أنها كانت تشكل جسراً يتخطى الانقسام الفلسطيني الأردني داخل مملكته.

 

وأما علاقة الملك حسين بحركة حماس فكانت أكثر إثارة للاهتمام، وحينما غدت حماس قوة داخل فلسطين أثناء الانتفاضة الأولى، أبدى الحسن اهتماماً بتطوير علاقة معها، فسمح للحركة بفتح مكاتب لها في عمان، ثم في عام 1997، وافق الملك حسين على تسلم زعيم حماس موسى أبو مرزوق بعد أن أمضى 22 شهراً داخل السجن في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى