في ظل التصعيد المستمر والكارثة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة، عادت الدعوات الشعبية في الأردن لتتصدر المشهد، مطالبة بالخروج في مسيرات قرب الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، دعمًا لصمود أهالي القطاع ومقاومتهم، وتنديدًا بما وصفوه بـ”الصمت الدولي تجاه المجازر”.
ومازال المزاج الشعبي على منصات التواصل الاجتماعي يشهد حالة غليان، وسط نداءات متكررة للخروج في مسيرات حاشدة تجاه مناطق الأغوار والحدود، تحت شعارات مثل “افتحوا الحدود”، و”من الأردن إلى غزة.. شعب واحد وقضية واحدة”.
يأتي ذلك في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية في تاريخه، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وأدى إلى انهيار تام في البنية التحتية الصحية والتعليمية والخدمية، إلى جانب نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
غزة.. مدينة منكوبة بلا أفق
يعاني أكثر من 2 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة من ظروف معيشية كارثية، وسط الحصار الخانق وقيود الاحتلال المشددة على دخول المساعدات الإنسانية.
الأمم المتحدة وصفت غزة بأنها أصبحت “غير صالحة للحياة”، حيث تجاوزت معدلات النزوح حاجز 80% من سكان القطاع، في ظل استمرار القصف، واستهداف المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء.
تحركات شعبية… ورسائل رمزية
خلال أشهر الحرب، شهدت المملكة العديد من المسيرات الضخمة قرب الحدود، أبرزها في منطقة الأغوار الجنوبية، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا لنصرة غزة، في مشاهد لاقت تفاعلًا كبيرًا على المستويين المحلي والعربي.
رغم الإجراءات الأمنية التي حالت دون الوصول المباشر إلى الحدود، يرى ناشطون أن هذه التحركات تعبّر عن نبض الشارع الأردني، وتشكّل رسالة واضحة بأن القضية الفلسطينية ما تزال قضية مركزية في وجدان الشعب الأردني.