تقارير

خطر تقسيم جنوب دمشق.. الصفدي يضغط لـ”ضمان أمن إسرائيل” والأردن ضامن للخطة

في مشهد سياسي يثير الكثير من علامات الاستفهام، وقع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، إلى جانب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس بارك، خارطة طريق ثلاثية في دمشق لمعالجة ملف السويداء واستقرار الجنوب السوري.

ورغم أن الخطاب العلني للصفدي شدد على دعم وحدة سوريا وسيادتها، فإن إقحام عبارة “ضمانات أمنية لاسرائيل” بدا لافتًا، بل وصادمًا للبعض، إذ طرحت في سياق الحديث عن الجنوب السوري.

تساءل مراقبون: كيف يمكن لمسؤول عربي أن يربط استقرار سوريا بضمانات أمنية لإسرائيل، في وقت تعلن فيه الأخيرة بوضوح عن خطط لتقسيم جنوب دمشق؟

ضمانات لإسرائيل أم استقرار لسوريا؟

الصفدي أكد أن أمن الجنوب السوري امتداد لأمن الأردن، لكن حديثه عن “الضمانات الأمنية لإسرائيل” حمل دلالات أبعد من مجرد الاهتمام بأمن الحدود.

فالتصريحات تزامنت مع تسريبات نشرها موقع “أكسيوس” الأمريكي حول مقترح إسرائيلي يقضي بتقسيم المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع الأراضي المحتلة إلى ثلاث مناطق أمنية، على غرار ما حدث في سيناء بعد اتفاق السلام عام 1979.

الخطة الإسرائيلية، وفق الموقع، تتضمن منطقة عازلة خالية من السلاح، وأخرى بوجود محدود، مع فرض حظر جوي كامل على الطيران السوري، مقابل انسحاب إسرائيلي جزئي من بعض المواقع، باستثناء جبل الشيخ.

وهنا، يطرح السؤال الجوهري: هل ما تحدث عنه الصفدي من “ضمانات” هو تبنٍ غير مباشر للرؤية الإسرائيلية، أم مجرد تبرير لتسويات ميدانية؟

الأردن كضامن وشريك

مصدر سوري خاص لـ”صوت الأردن” ذهب أبعد من ذلك، مؤكداً أن الأردن لم يكن مجرد وسيط، بل كان شريكًا وضامنًا أمام إسرائيل إلى جانب الأمريكيين.

وكشف المصدر أن الصفدي نقل في الأسابيع الأخيرة رسائل عدة إلى دمشق بضغط مباشر من نتنياهو، طالبت بإفراغ الجنوب من السلاح الثقيل، بل وصل الأمر إلى التهديد بفتح معبر أردني مع السويداء إذا لم تستجب دمشق.

المصدر أضاف أن الصفدي دعا القيادة السورية إلى القبول بخطة تقسيم جنوب دمشق باعتبارها “خيارًا ناجحًا”، مستشهدًا بتجربة سيناء. غير أن هذا الطرح يثير اعتراضًا واسعًا: كيف يطلب من سوريا أن تسير على خطى اتفاق وُلد من رحم هزيمة 1967 وأفرز واقعًا أمنيًا يخدم إسرائيل أولًا وأخيرًا؟

لهجة مثيرة للجدل

تصريحات الصفدي لم تمر مرور الكرام، فبينما حاول تغليفها بخطاب داعم لوحدة سوريا، جاءت إشارته إلى “الضمانات الأمنية” كاعتراف ضمني بمصالح إسرائيل الأمنية على حساب دمشق، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة: هل أصبح الأمن الإسرائيلي بندًا معلنًا على أجندة وزير خارجية عربي، وفي قلب العاصمة السورية؟

في النهاية، قد تقدم خارطة الطريق الثلاثية كإنجاز دبلوماسي، لكن ما بين السطور يكشف عن تسويات قاسية، عنوانها: استقرار مشروط في سوريا مقابل ضمانات لأمن إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى