خبير اقتصادي: ميناء نيوم يهدد مكانة العقبة ويستدعي تحركا عاجلا
منذ 4 ساعات
حذّر الخبير الاقتصادي منير دية من التداعيات المتوقعة لبدء تشغيل ميناء نيوم السعودي على مقربة من ميناء العقبة الأردني، مبيناً أنه سيكون منافساً مباشراً للعقبة كممر تجاري إقليمي متعدد الوسائط يربط بين العراق والسعودية ومصر، وصولا إلى أوروبا وتركيا عبر البحر الأحمر والبحر المتوسط.
وأوضح دية في تصريحات صحفية أن ميناء نيوم سيقدم حلولا لوجستية متقدمة تتيح تقليص كلفة ووقت النقل بنسبة تتجاوز 50% مقارنة بالمسارات التقليدية عبر قناة السويس وباب المندب والخليج العربي، لاسيما في ظل التحديات الجيوسياسية والتهديدات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وأشار إلى أن السعودية تمتلك موقعا استراتيجيا وشبكة طرق وسكك حديد وموانئ متطورة، إضافة إلى انخفاض كلف النقل بفضل توفر النفط والطاقة الرخيصة، ما يجعل ميناء نيوم منافساً قوياً لموانئ البحر الأحمر، وبالأخص ميناء العقبة.
ونوّه دية إلى أن السوق العراقي، الذي اعتمد لسنوات طويلة على ميناء العقبة، مهدد بالتحول نحو ميناء نيوم لقربه من الحدود العراقية (معبر عرعر) وسرعة الإجراءات وانخفاض التكاليف، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة الأردن إيرادات كبيرة من النقل البري والبحري والتخليص والمناولة.
ودعا صانع القرار الأردني إلى إجراءات عاجلة للحفاظ على تنافسية العقبة، أبرزها خفض الكلف والرسوم على البواخر والحاويات، وتسريع الإجراءات الجمركية وتقليل مدة مكوث البضائع، وتطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية وتقديم حوافز للتجار وخاصة في السوق العراقي وتنويع الأسواق وعدم الاعتماد على العراق فقط.
وختم دية بالقول إن العقبة حققت نتائج جيدة العام الماضي، لكن مع اقتراب تشغيل ميناء نيوم لا بد من إعادة النظر بالسياسات الحالية، وإيجاد حلول جذرية وسريعة للحفاظ على مكانتها كميناء رئيسي في المنطقة