خبير اقتصادي: إلزام المواطنين بتركيب ساريات العلم يكلّف 100 مليون دينار ويزيد الأعباء

انتقد الخبير الاقتصادي منير دية، في تصريحات لمواقع أردنية، قرار إلزام المواطنين بتركيب ساريات العلم أمام منازلهم، مؤكداً أن الكلفة المترتبة على القرار قد تصل إلى نحو 100 مليون دينار، وهو عبء ثقيل على الأردنيين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضاف دية، أن الأمانة والبلديات ألزمت المواطنين بتركيب الساريات دون أن تقدم أي مبررات أو دراسات توضح أسباب القرار أو جدواه، مشيراً إلى غياب أي تفاصيل تتعلق بالفوائد الاقتصادية أو الاجتماعية المتوقعة، فضلا عن عدم وجود تجارب دولية مماثلة يمكن الاستناد إليها.
وبيّن أن عدد المنازل في الأردن يقدر بنحو 720 ألف منزل، وإذا بلغت كلفة السارية الواحدة نحو 100 دينار، فإن إجمالي الكلفة سيتجاوز 100 مليون دينار، مبينا أن هذه المبالغ الكبيرة كان الأجدر توجيهها إلى تحسين الطرق والبنية التحتية أو إنشاء مدارس ومستشفيات ومراكز صحية يحتاجها المواطنون بشكل مباشر.
وأشار دية إلى أن القرار سبب جدلا واسعا في الشارع الأردني، محذرا من أن يؤدي ذلك إلى مظهر غير متناسق في المدن والأحياء، فضلاً عن أن رفع العلم بهذه الطريقة لا يعكس بالضرورة حب الوطن أو الانتماء الحقيقي.
وأكد أن الانتماء الوطني لا يُفرض بقرارات إدارية أو أعباء مالية، بل يبقى شعوراً نابعاً من القلوب والمبادرات التلقائية للمواطنين، لافتاً إلى أن العلم سيبقى رمزاً في وجدان الأردنيين دون الحاجة إلى فرضه عليهم.
واقترح دية أن يتحول القرار إلى خيار اختياري يُترك للمواطن، بينما تكون الساريات إلزامية للمؤسسات الحكومية والمراكز الرسمية، مطالباً الجهات الرسمية بالشفافية في توضيح الدوافع الحقيقية وراء القرار، وتقديم إيضاحات كاملة للمواطنين حول أهدافه وجدواه، قبل فرض أعباء مالية ضخمة تصل إلى 100 مليون دينار على الأردنيين.