خبير استراتيجي أردني : الاحتلال يلوّح بالقوة لأنه مهزوم داخليًا

حذّر الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد من أن المشهد الإقليمي ما زال هشًا رغم الحراك الدبلوماسي المتسارع، مشيرًا إلى أن الوسطاء يسابقون الزمن لتثبيت تهدئة تمنع عودة الصراع إلى مربع المواجهة.
قال أبو زيد إن المقاومة حققت تفوقًا استخباريًا لافتًا خلال الأشهر الماضية، من خلال عمليات نوعية أربكت أجهزة الاحتلال وأظهرت ثغرات عميقة في منظومته الأمنية.
وكشف أن من بين هذه العمليات تسليم جثة أحد العملاء التابعين للشاباك ضمن صفقة تبادل الجثث الأخيرة، دون أن يدرك الاحتلال أن الجثة تعود إلى أحد عناصره الذين قُتلوا وأُسروا في غزة في أيار 2024.
وأضاف أن المقاومة نفذت أيضًا تحركات ميدانية دقيقة لنقل الأسرى خلال المظاهرات التي شهدها القطاع في شهر آذار الماضي، وهو ما أربك تقديرات الاحتلال وأفشل محاولاته لتعقب مواقع الأسرى، مشيرًا إلى أن هذا الأداء يعكس تطورًا ملحوظًا في قدرات المقاومة الاستخبارية مقابل ضعفٍ في أجهزة الاحتلال التي باتت تعتمد بشكل مفرط على التكنولوجيا دون فاعلية ميدانية حقيقية.
ويرى أبو زيد أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي يعيش حالة إنكار للواقع، إذ يحرص على تصدير صورة “القوة والسيطرة” بينما يعاني من تآكل داخلي واضح، الأمر الذي يدفعه إلى رفع نبرة التهديد حول معبر رفح والعودة إلى القتال، رغم عدم امتلاكه القدرة العسكرية أو السياسية لتنفيذ تلك التهديدات.
وأكد الخبير العسكري أن المعركة اليوم لم تعد ميدانية فقط، بل استخبارية ونفسية في آن واحد، محذرًا من أن الإفراط في استخدام الحرب الإعلامية لا يعوّض الفشل في الميدان. وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد تقلبات دبلوماسية حادة، قد تغيّر موازين الهدوء والتصعيد تبعًا لتطورات الملفات الإنسانية والأمنية في المنطقة.