منوعات

حرائق اللاذقية تتمدد.. ودعوات لخطة إنعاش بيئي عاجلة

في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي تشهدها سوريا منذ سنوات، تتواصل حرائق الغابات في ريف اللاذقية لليوم السابع على التوالي، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء والدفاع المدني بدعم إقليمي ودولي لمحاصرة النيران والسيطرة عليها.

وأعلنت الحكومة السورية عن تحقيق “سيطرة شبه كاملة” على معظم مواقع الحريق، باستثناء نقطتين خطيرتين في منطقة جبل التركمان؛ الأولى في وادٍ يصعب الوصول إليه براً، والثانية على سفح مزروع بالألغام شهد انفجارات متكررة صباح الخميس.

وأشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح إلى أن الرياح القوية تسببت في تجدد بعض الحرائق رغم جهود الإخماد، فيما أصيب أحد عناصر الدفاع المدني إصابة بالغة بعد أن حاصرته النيران خلال عمليات التدخل.

في هذا السياق، تلقت سوريا دعماً جوياً من تركيا والأردن ولبنان، بالتوازي مع مشاركة طائرات من وزارة الدفاع السورية، وسط تنسيق مع دول أوروبية والعراق لتوسيع نطاق التدخل إذا لزم الأمر، كما أكدت الأمم المتحدة، عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، دعمها للاستجابة التي تقودها الحكومة، فيما أطلقت منظمة “اليونيسف” وصندوق الأمم المتحدة للسكان فرقاً لتقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي في المناطق المتضررة.

ومنذ اندلاع الحرائق في 3 يوليو الجاري، أتت النيران على آلاف الهكتارات من الغطاء الشجري شمالي اللاذقية، وامتدت إلى أطراف طرطوس ومناطق ريفية في إدلب وحماة، وأفاد تقرير صادر عن الهلال الأحمر السوري بأن أكثر من 60 قرية تأثرت بالحرائق، ما أدى إلى نزوح قرابة 5 آلاف شخص وسط ظروف إنسانية صعبة، ونقص كبير في المعدات والموارد اللازمة للاستجابة.

وتواجه فرق الإطفاء تحديات هائلة، أبرزها التضاريس الوعرة وضعف البنية التحتية وغياب طرق الوصول، في حين بدأ الدفاع المدني بفتح مسارات جديدة لتسريع عمليات الإطفاء ومنع امتداد النيران إلى مناطق جديدة. كما تتجه الفرق حالياً نحو تنفيذ عمليات تبريد شاملة لمنع تجدد الحرائق.

وبينما تبذل الجهود للسيطرة الكاملة على الحريق، تصاعدت دعوات من منظمات سورية ودولية لإطلاق خطة إنعاش بيئي تتضمن إعادة تشجير المناطق المحروقة، إزالة الألغام من الجبال، وتنفيذ برامج توعية مجتمعية للوقاية من حرائق الغابات مستقبلاً، وسط تحذيرات من استمرار الخطر إذا لم تُتخذ إجراءات فورية طويلة الأمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى