تقرير دولي: الأردن مهدد بتآكل قدرته على استضافة اللاجئين السوريين
منذ يوم واحد
حذر تقرير صادر عن معهد سياسة الهجرة (MPI) من أن استمرار غياب الحلول السياسية للأزمة السورية، إلى جانب تقلبات الدعم الدولي، يعرض الدول المستضيفة للاجئين السوريين ـ وفي مقدمتها الأردن ـ لضغوط متزايدة قد تتجاوز قدرتها على التحمل.
وأشار التقرير، الذي تناول مستقبل اندماج اللاجئين السوريين في الأردن على المدى الطويل، إلى أن المملكة شكّلت “نموذجًا للصمود المؤسسي”، حيث تحوّلت استجابتها من طارئة إنسانية إلى سياسة حوكمة طويلة الأمد، رغم ما يرافقها من تحديات هيكلية وضغوط مجتمعية واقتصادية.
وبحسب التقرير فإن الأردن، ومن خلال مبادرات مثل “ميثاق الأردن” واتفاقيات الدعم الثنائي، تمكّن من إصدار مئات الآلاف من تصاريح العمل للسوريين، وضمان حق التعليم للأطفال اللاجئين، إضافة إلى الحفاظ على الاستقرار المجتمعي رغم الضغط على الموارد الأساسية، خاصة في المحافظات الشمالية.
لكن رغم هذه الإنجازات، تبقى التحديات قائمة، أبرزها تعثر الاندماج الاقتصادي الكامل، وضعف التحصيل التعليمي، والضغوط المتزايدة على قطاعات الصحة والإسكان، وسط تراجع في تمويل المانحين.
وأكد التقرير أن غالبية اللاجئين ما زالوا يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، ويعانون من صعوبة الحصول على وضع قانوني دائم، في ظل غياب تنسيق فعّال بين الجهات المحلية والدولية، والتركيز على الإغاثة الآنية بدلًا من التخطيط بعيد المدى.
ومع دخول سوريا في مرحلة جديدة من التحولات السياسية وتراجع زخم المساعدات الدولية، تزداد الحاجة ـ بحسب التقرير ـ إلى مقاربة دولية جديدة تدعم الأردن في الحفاظ على نموذج الاستضافة، الذي بات مهددًا بالتآكل.