تقارير

ترويج رسمي بنجاح وهمي.. مدير مهرجان جرش: المسارح امتلأت 110%

قال المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، أيمن سماوي، إن الدورة الـ39 من المهرجان حققت “نجاحًا كبيرًا” ووصَفها بأنها “من أفضل دورات المهرجان عبر تاريخه”، مؤكدًا أن حضور الجمهور تجاوز في بعض المسارح “110%”.

وأضاف سماوي، أن المهرجان شهد مشاركة 36 دولة عربية وأجنبية، وأكثر من 400 فعالية فنية وثقافية، ما يعكس – بحسب تعبيره – “ما يتمتع به الأردن من أمن وأمان واستقرار”، مشيرًا إلى أن المسارح امتلأت عن آخرها، وأن بعض الفعاليات جذبت أكثر من 7 آلاف متفرج في “مسرح الساحة” وحده.

وكان وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة، قد أكد من خلال تغريدة نشرها على حسابه الرسمي، أن نحو نصف مليون شخص زاروا مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، ما أثار سخرية المواطنين الذين أكدوا أن السعة الاستيعابية للمسارح في الأصل لا تسمح بهذا العدد على مدار أيام المهرجان.

غضب شعبي: المهرجان منفصل عن الواقع والمأساة في غزة
لكن في مقابل هذا الخطاب الاحتفالي، تصاعدت موجة من الانتقادات الشعبية الحادة على منصات التواصل الاجتماعي، تنديدًا بإقامة المهرجان في ظل حرب الإبادة المستمرة في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 61 ألف فلسطيني حتى الآن، بينهم آلاف الأطفال والنساء.

وسخر ناشطون من التصريحات التي تؤكد حضور هذا العدد لترويج نجاح المهرجان، متسائلين عن كيفية حضور نصف مليون شخص لمهرجان لا تتجاوز السعة الاستيعابية لمسارحه مجتمعة عشرات الآلاف، واعتبروا أن الحديث عن أرقام “تتجاوز الطاقة الاستيعابية” لا يعكس سوى رغبة رسمية في تضخيم صورة النجاح.

أحد المغردين كتب: “من يقول إن مسرحًا استوعب 110% من طاقته بينما أطفال غزة يُسحقون تحت شاحنات المساعدات، لا يعيش بيننا.. بل يعيش فوق دمنا.”

المهرجان وسط المجازر: تسويق ثقافي على أنقاض جوع غزة
وتزامنت تصريحات سماوي مع استشهاد 20 فلسطينيًا، فجر الأربعاء، في انقلاب شاحنة مساعدات وسط قطاع غزة، بعد أن أجبرها جيش الاحتلال على المرور من طريق غير آمن، ليرتفع عدد شهداء المجاعة في القطاع إلى 189 شخصًا بينهم 95 طفلًا، وفق مصادر طبية.

الغضب الشعبي الأردني لم يكن على إقامة المهرجان فحسب، بل على الاحتفاء الإعلامي المفرط به، وتجاهل سياق الحرب الجارية في غزة. إذ تساءل كثيرون: “هل من الأخلاقي أن نغني ونرقص في مهرجان ممول من الحكومة، فيما يقف أطفال فلسطين في طوابير الطحين تحت قصف الطائرات؟”

أرقام مشكوك بها.. ورسائل غير مفهومة
وإلى جانب الغضب الإنساني، أبدى مراقبون شكوكًا في صحة الأرقام التي أعلن عنها المنظمون، وخصوصًا ادعاء تجاوز الحضور نصف مليون زائر. فالمسرح الجنوبي – أكبر المسارح – لا يتسع لأكثر من 5 آلاف شخص، وحتى لو امتلأ يوميًا طوال فترة المهرجان، فإن الرقم المعلن يظل بعيدًا عن الواقع.

كما اعتبر البعض أن ما وصفه المنظمون بأنه “رسالة ثقافية وسياحية وسياسية للعالم” لم يكن في وقته ولا سياقه، بل بدا وكأنه رسالة تجاهل للوجع العربي والإقليمي، لا سيما في ظل مجازر غزة المستمرة منذ أكتوبر الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى