منوعات

تراجع 15% في أعداد الأردنيين المتجهين لتركيا.. الإنفاق الخارجي يتجاوز 1.2 مليار دولار

شهدت تركيا خلال النصف الأول من العام الحالي تراجعًا واضحًا في أعداد السياح الأردنيين، حيث أظهرت بيانات وزارة السياحة التركية انخفاضًا بنسبة 15.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ لم يتجاوز عدد الزوار الأردنيين 110 آلاف شخص حتى نهاية حزيران، بعد أن كان الرقم أعلى من 129 ألفًا العام الماضي، وأكثر من 154 ألفًا في 2023.

هذا التراجع اللافت لم يكن وليد اللحظة، بل يعكس مسارًا هبوطيًا مستمرًا منذ عام 2022، حين بلغ عدد الأردنيين المتجهين إلى تركيا قرابة 179 ألف سائح، قبل أن يبدأ العدّاد بالتراجع عامًا بعد آخر. وفي حزيران الماضي وحده، هبط عدد الأردنيين إلى نحو 30 ألفًا فقط، مقارنة بـ46 ألفًا في الشهر نفسه من العام الماضي، وأكثر من 54 ألفًا في حزيران 2023، أي بانخفاض قارب الثلث.

الغلاء ينهك جيوب الأردنيين في إسطنبول

الخبير السياحي رافع الطاهات أرجع هذا التراجع إلى الارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة داخل تركيا، خاصة في إسطنبول التي تُعد الوجهة الأبرز للأردنيين. وأوضح أن أسعار الفنادق والمطاعم والتسوق تضاعفت، بحيث باتت رحلة قصيرة إلى تركيا تشكّل عبئًا ماليًا لا تقدر عليه العديد من العائلات.

وأشار الطاهات إلى أن تكلفة وجبة غداء واحدة للفرد قد تصل إلى 30 أو 40 دينارًا أردنيًا، وهو رقم صادم إذا ما قورن بمتوسط إنفاق العائلات الأردنية. وأضاف أن تركيا لم تعد وجهة “متاحة للجميع” كما كانت قبل سنوات، بل أصبحت حكرًا على من يملكون القدرة على تحمل الأعباء الباهظة.

الوجهات البديلة: من البحر الأحمر إلى جورجيا

أمام هذا الواقع، تحولت بوصلة الأردنيين إلى وجهات أخرى أكثر ملاءمة للميزانية، مثل لبنان وسوريا وجورجيا وألبانيا وكوسوفو، فضلًا عن منتجعات البحر الأحمر. وتتميز هذه الوجهات بأسعار تنافسية وخدمات مقبولة، ما يجعلها خيارًا منطقيًا في ظل تضخم الأسعار بتركيا.

ورغم تراجع الإقبال على تركيا، إلا أن إنفاق الأردنيين على السياحة الخارجية بشكل عام لم ينخفض، بل ارتفع بنسبة 4% في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، ليصل إلى نحو 1.2 مليار دولار، بحسب بيانات البنك المركزي الأردني. وحده شهر تموز سجّل إنفاقًا بلغ 247 مليون دولار بزيادة قدرها 7% عن العام الماضي.

السياحة الأردنية.. بين تراجع وجهة وصعود أخرى

التراجع التركي لا يعني فتورًا في رغبة الأردنيين بالسفر، بقدر ما يعكس تحوّلًا في اختياراتهم. فالغلاء المعيشي وتراجع القيمة مقابل الكلفة أعادا رسم خارطة السياحة بالنسبة للعائلة الأردنية، التي صارت تبحث عن “سفر اقتصادي” يحافظ على التجربة الترفيهية دون أن يستنزف مدخراتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى