تقارير
تحقيق يكشف وثائق للدور الخفي للملك عبد الله الثاني في غزو العراق (فيديو)

كشفت وثائق وتحقيقات جديدة، عن دور محوري غير معلن للملك الأردني عبد الله الثاني في تسهيل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، رغم الموقف الرسمي المعلن للمملكة بالحياد ورفض الحرب.
وبحسب ما عرضه تحقيق مرئي مدعوم بوثائق نُشر مؤخرًا عبر قناة الأرنية على “يوتيوب”، فإن الأردن، بقيادة الملك عبد الله، سمح للقوات الأمريكية باستخدام أراضيه وأجوائه لشن الهجوم على العراق، في إطار تفاهمات سرية مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش.
وصدر قرار التعاون العسكري مع واشنطن قبل أسابيع من بدء الحرب، وتضمن السماح بانتشار بطاريات صواريخ “باتريوت” أمريكية على الحدود العراقية الأردنية، إضافة إلى تسهيلات لوجستية للقوات الأمريكية تشمل استخدام القواعد والمطارات الأردنية.
الوثائق تشير كذلك إلى أن التنسيق بين عمّان وواشنطن لم يقتصر على الدعم اللوجستي، بل شمل تبادلًا استخباراتيًا واسعًا ومشاركة أردنية مباشرة في الخطط الميدانية الخاصة بالغزو، وذلك بهدف تقليل المخاطر على المملكة وضمان استقرارها في حال اشتعال المنطقة.
ورغم نفي القيادة الأردنية في حينه لأي دعم مباشر للعملية العسكرية، إلا أن هذه التسريبات تطرح تساؤلات حول التناقض بين التصريحات العلنية التي أعلن فيها الملك موقفًا مناهضًا للحرب، وبين ما جرى فعليًا خلف الكواليس.
الجدير بالذكر أن الملك عبد الله الثاني كان قد أكد في تصريحات لاحقة أنه حذّر الإدارة الأمريكية من “مخاطر ما بعد الغزو” وسأل بوش صراحة: “ما الذي سيأتي بعد إسقاط صدام حسين؟”، وهو ما يعكس قلقًا مبكرًا من الفوضى الإقليمية التي قد تترتب على الحرب.
ويعيد هذا الكشف إلى الأذهان الموقف الشعبي الأردني الذي خرج في احتجاجات واسعة ضد الغزو عام 2003، مطالبًا بعدم التورط في أي أعمال عسكرية تمسّ العراق. كما يثير جدلًا سياسيًا داخليًا جديدًا بشأن شفافية القرار السياسي وعلاقته بالمصالح الوطنية العليا.
حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من الديوان الملكي الأردني حول مضمون هذه الوثائق، في وقت تتصاعد فيه المطالب بإجراء تحقيق مستقل لجلاء الحقيقة بشأن دور المملكة في واحدة من أكثر الحروب إثارة للجدل في المنطقة خلال العقود الأخيرة.