الذكرى الـ 58 لاحتلال القدس.. خطر التهويد يحيط بالمدينة المقدسة

تمر هذه الأيام الذكرى 58 لاحتلال مدينة القدس عام 1967 حيث طوقت قوات الاحتلال المدينة في الخامس من حزيران واحتل لواء المظليين جبل الطور من جهة الشرق.
وفي العاشرة من صباح السابع من حزيران اقتحمت القوات الإسرائيلية القدس الشرقية واحتلت أحياءها وشوارعها الرئيسية، ووصلت باحة الأقصى وحائط البراق، ثم تمت السيطرة على كامل المدينة مساء في نكسة حزيران أو ما يعرف بحرب الأيام الستة.
وخاضت هذه الحرب كل من مصر وسوريا والأردن والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت، ضد الاحتلال الذي ضم بعد انتصاره أراضي فلسطينية جديدة، قدرت تقريبا بثلاثة أضعاف ما احتلته في حرب 1948.
ومع كل عام تتجدد ذكرى النكسة المستمرة، الذي غيّر وجه المدينة المقدسة، وألقى بظلاله على مسار الصراع بأكمله.
وافضى سقوط المدينة بيد الاحتلال هذا إلى ضم القدس الشرقية، في خطوة لم تعترف بها الغالبية العظمى من المجتمع الدولي، واعتبرتها خرقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وتعمل دولة الاحتلال منذ ذلك الحين على ترسيخ سيطرتها على المدينة، من خلال سياسات ممنهجة تهدف إلى تغيير ديموغرافيتها وطابعها العربي الفلسطيني عبر سياسة الاستيطان، وهدم المنازل، وسحب الإقامات، والتضييق على السكان الفلسطينيين، ومحاولات تهويد المدينة ومقدساتها، خاصة المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة.
وقال مستشار محافظ القدس معروف الرفاعي، إن مدينة القدس اليوم وبعد 58 عامًا من الاحتلال تعيش حربًا متعددة الجبهات تشمل التعليم، والهوية، والديمغرافيا، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث تهدف إسرائيل إلى فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأضاف أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2018، أعطى دفعة قوية لمشاريع التهويد الكبرى، خاصة تلك التي تتعلق بالسيطرة على الأراضي وضم الضواحي ضمن ما يعرف بـ”مشروع القدس الكبرى”.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال تستهدف هدم نحو 32 ألف منزل فلسطيني في القدس، تم بالفعل هدم 600 منها منذ بداية العدوان على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما يشير إلى تصعيد خطير في سياسات الإخلاء والتهجير القسري.