العناوينتقارير

التفاصيل الكاملة لحملة المخابرات على تبرعات غزة.. تنفيذاً لأوامر اسرائيلية

عمان – صوت الأردن – خاص

تمكن موقع “صوت الأردن” من معرفة بعض التفاصيل عن حملة صامتة تقوم بها دائرة المخابرات العامة في الأردن وتهدف لتجفيف أي مصادر للتبرعات التي تذهب الى قطاع غزة، وذلك تنفيذاً لمطلب اسرائيلي، حيث طلبت تل أبيب منذ شهور من الأردن أن يمنع تدفق التبرعات الشعبية التي تذهب الى قطاع غزة، وذلك بعد أن تبين بأن الأردنيين هم أكثر الداعمين للقطاع، لا سيما “حي الطفايلة” وسط العاصمة عمان والذي تحول الى أيقونة في تقديم الدعم للفلسطينيين.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع “صوت الأردن” فقد بدأت المخابرات بالفعل حملة تستهدف منع وصول أية تبرعات الى قطاع غزة بشكل مباشر، حيث تخشى سلطات الاحتلال الاسرائيلي من أن تصل هذه التبرعات الى حركة حماس أو حتى الى عناصر من الحركة أو عائلاتهم، وفي الوقت ذاته أمرت المخابرات بتكثيف الدعاية للهيئة الخيرية الهاشمية ومنعت أي انتقاد لها، وذلك من أجل استقطاب المتبرعين الأردنيين وعدم تركهم يتبرعون عبر قنوات شعبية خاصة، لأنها تبرعات تصل الى غزة دون علم الاحتلال ودون التنسيق معه، وأحيانا تصل عبر دول أخرى بشكل غير مباشر، بينما تقتصر مساعدات الهيئة على ما توافق عليه اسرائيل.

وعلم موقع “صوت الأردن” أن المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين مراد العضايلة الذي تم اعتقاله صباح يوم 23 حزيران/ يونيو 2025 وتم إخلاء سبيله في اليوم ذاته خضع لاستجواب مكثف طوال عدة ساعات كان حول موضوع واحد وهو “التبرعات التي يرسلها الاخوان الى قطاع غزة”، وكان المحققون في دائرة المخابرات يحاولون معرفة كيفية إرسال الأموال وكيفية وصولها الى هناك ومن الذي يتولى استلامها وتوزيعها داخل غزة.

وقال مصدر إخواني طلب من “صوت الأردن” عدم نشر اسمه إن المعلومات التي كانت تحاول المخابرات معرفتها من العضايلة تتعلق بقطاع غزة، وهو ما يؤكد بأنها “معلومات مطلوبة اسرائيلياً لمعرفة الطريقة التي تصل بها المساعدات، ومعرفة من هي الشبكة التي تعمل داخل القطاع في هذا الملف”.

وبحسب المصادر فإن اسرائيل اكتشفت بأن الأردنيين هم أكثر المتعاطفين مع غزة والداعمين لها، وهو ما أغضب أجهزة الأمن الاسرائيلية التي طلبت من الأردن منع وصول أية مساعدات الى القطاع.

وكشف المصدر الإخواني أيضاً أن اعتقال نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي الشيخ جميل أبوبكر يوم 16 حزيران/ يونيو لمدة يومين (أي قبل اعتقال العضايلة بأسبوع) كان للسبب ذاته أيضاً، حيث تم إخضاعه للتحقيق طيلة 48 ساعة حول ملف واحد وهو “التبرعات التي تذهب الى قطاع غزة، ومن الذي يدفع؟ وكيف يتم ارسالها؟ ومن الذي يستلمها منكم في قطاع غزة؟ وما هي الطريق التي تسلكها هذه التبرعات؟”.

لكن المعلومة الأهم الذي حصل عليها موقع “صوت الأردن” هي أن اعتقال نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين الشيخ أحمد الزرقان (72 عاماً) تم في هذا الإطار ولهذا السبب، حيث إن الزرقان معتقل في سجون المخابرات منذ يوم 27 نيسان/ أبريل 2025 ولا يزال معتقلاً حتى الآن، أي أنه أتم ثلاثة شهور في زنازين المخابرات بمنطقة الجندويل دون تهمة ولا محاكمة ودون السماح له بالاتصال بأي محامي أو أي من أفراد عائلته.

ويبدو من مسار التحقيقات التي تجريها المخابرات أنها تعتقد بأن الزرقان هو العقل المدبر لكل التبرعات المالية والعينية التي نجح الاخوان المسلمون في إيصالها الى قطاع غزة، وذلك بسبب أنه المسؤول المالي لجماعة الاخوان، إضافة لكونه نائب المراقب العام وعضو المكتب التنفيذي.

وقبل أيام أعلنت الحكومة أنها ضبطت 30 مليون دينار أردني كانت جماعة الاخوان قد جمعتها، وتحدثت المخابرات عن ضبط أربع ملايين دينار نقداً كان أحد السائقين يقوم بنقلها من مكان لآخر في محاولة لاخفائها، واعترفت الحكومة أن هذه الأموال كانت معدة بالفعل للإرسال الى غزة. ولم يتم الاعلان رسمياً عن مصادرة هذه الأموال لكن بعض المصادر تحدثت بالفعل عن أن الحكومة قامت بمصادرتها بدلاً من تركها تصل الى المحاصرين داخل القطاع!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى