الأردن يشهد تزايد عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم تدريجيًا

تسجل حركة عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلادهم ارتفاعًا متواصلًا خلال الأشهر الماضية، في تحول يصفه المراقبون بأنه بداية “مرحلة جديدة” من الأزمة السورية، تتقاطع فيها رغبة العودة مع استمرار المخاوف الأمنية والاقتصادية داخل سورية.
وبحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 160 ألف لاجئ سوري مسجل عادوا من الأردن إلى سورية منذ 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 وحتى مطلع أكتوبر الجاري. وتشير الإحصاءات إلى أن النساء والفتيات يشكّلن نحو 49% من العائدين، والأطفال 43%، بينما لا تتجاوز نسبة الرجال بين 18 و40 عامًا 19%.
ويتركز أغلب العائدين من مناطق عمّان وإربد، متجهين إلى محافظات الجنوب السوري، خصوصًا درعا (41%)، إضافة إلى حمص (20%) وريف دمشق (11%). وتقدّر المفوضية أن ينخفض عدد اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن إلى نحو 415 ألفًا بنهاية العام الحالي، على أن يتراجع إلى 290 ألفًا بحلول عام 2026.
ورغم هذه الأرقام التي تعكس تصاعد وتيرة العودة، فإن واقع اللاجئين في الأردن ما زال صعبًا، إذ تؤكد المفوضية أن 67% منهم يعيشون تحت خط الفقر، وأن تسعة من كل عشرة لاجئين يضطرون إلى الاستدانة لتأمين احتياجاتهم اليومية من الغذاء والسكن والدواء. وتؤكد المفوضية أن استمرار الدعم الدولي ضروري للحفاظ على الخدمات الإنسانية المقدمة للاجئين داخل المملكة.
وأظهر استطلاع أجرته المفوضية في حزيران (يونيو) الماضي أن 80% من اللاجئين السوريين في الأردن يرغبون بالعودة إلى بلادهم يومًا ما، غير أن معظمهم يربطون قرار العودة بتحسن الظروف الأمنية وتوافر فرص العمل وإعادة إعمار منازلهم المدمرة. وأشار الاستطلاع إلى أن 36% من غير الراغبين بالعودة يعزون موقفهم إلى دمار ممتلكاتهم، و23% إلى غياب فرص العمل، بينما اعتبر آخرون أن ضعف الخدمات داخل سورية لا يشجع على العودة.
ورغم أن المفوضية لا تشجع على العودة الجماعية في الوقت الراهن، فإنها تدعم العودة الطوعية لمن يختارونها بعد الاطلاع على أوضاع مناطقهم الأصلية. وتعمل على توفير الدعم المالي واللوجستي اللازم لتأمين عودة “كريمة ومستدامة” للعائدين، بما يتناسب مع مبادئ الحماية الدولية.