قال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، عمار السكجي، إن التقدم في تقنيات “الرادار الكمومي” يمثل نقطة تحوّل في مجال الرصد الجوي والدفاعات المضادة، خصوصًا في مواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالطائرات الشبحية والصواريخ الفرط صوتية.
وأوضح السكجي، وهو فيزيائي نظري، أن الاعتماد المتزايد على الأجسام الجوية منخفضة الانعكاس، مثل الطائرات الشبحية والصواريخ الأسرع من الصوت، يتطلب تقنيات تتجاوز الرادارات التقليدية.
وأشار إلى أن بعض هذه الصواريخ قد تصل سرعتها إلى 25 ماخ، ما يعادل أكثر من 30 ألف كيلومتر في الساعة، وهو ما يضغط الزمن المتاح لأي ردّ دفاعي.
وأضاف أن الرادارات التقليدية تواجه صعوبة في رصد هذه الأجسام، بسبب مقاطعها الرادارية المنخفضة، أو بسبب حركتها ضمن سرعات وأجواء تتسبب بتشويش طبيعي على الأجهزة الكلاسيكية.
وبيّن أن الرادار الكمومي يقدم بديلاً نوعيًا، إذ يعتمد على ظواهر فيزيائية مثل “التشابك الكمومي” و”مبدأ عدم التحديد لهايزنبرغ”، موضحًا أن التقنية تقوم على إرسال فوتونات مترابطة كموميًا إلى الهدف، مع الاحتفاظ بأزواجها كمرجع للمقارنة بعد الارتداد، دون الحاجة لبقاء الترابط الكامل طوال الرحلة.
وأشار إلى أن الميزة الرئيسية لهذا النوع من الرادارات هي قدرتها على العمل بكفاءة عالية في بيئات ضوضائية، مع صعوبة التشويش عليها، وإمكانية تشغيلها بأطياف ترددية متعددة، تشمل الموجات الميكروويفية والضوء المرئي.
ومع ذلك، أشار السكجي إلى تحديات تقنية لا تزال تواجه هذا المجال، من بينها الحاجة لتوليد كميات كبيرة من الفوتونات المترابطة، وتطوير كواشف حساسة، إلى جانب ضرورة دمج هذه الأنظمة داخل منظومات القيادة والسيطرة الحديثة.
ولفت إلى أن دولاً مثل الصين، وكندا، وألمانيا، وفرنسا بدأت بالفعل خطوات عملية في تطوير الرادارات الكمومية. ففي يونيو 2025، أعلنت شركة CETC الصينية عن أول رادار كمومي قابل للبرمجة، قادر على كشف أهداف شبحية في بيئات معقدة.
وأكد السكجي أن مستقبل هذه التقنية يرتبط أيضًا بالذكاء الاصطناعي، حيث تتيح خوارزميات التعلم العميق والتعلم الآلي تحليل البيانات الكمومية المعقدة في الزمن الحقيقي، ما يُعزز دقة الرصد وسرعة الاستجابة.
وختم بالقول: “الرادار الكمومي يعيد تعريف مفاهيم الرؤية والرّدع… وفي سباق السماء، من يرى أولًا يملك المبادرة”.