بينما تتراجع مؤشرات كورونا إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، يواجه الأردن موجة متسارعة من الفيروسات الموسمية مع بداية فصل الشتاء، ما يدفع المختصين إلى التحذير من أن الاستقرار الوبائي لا يعني نهاية المخاطر الصحية، وفي وقت لا تتجاوز فيه نسبة إيجابية فحوصات كورونا 2%، يتزايد القلق من النشاط المرتفع للإنفلونزا وأنواع أخرى من الفيروسات التنفسية.
يشدد أطباء في عدة اختصاصات على أن دخول الشتاء يجعل الفيروسات أكثر قدرة على الانتشار، سواء كانت الإنفلونزا، الفيروس المخلوي، البارا إنفلونزا، أو كورونا بمتحوراته الجديدة، وتتمثل المخاطر الكبرى لدى الفئات ضعيفة المناعة، مثل كبار السن والمصابين بأمراض القلب والسكري والربو، إلى جانب الأطفال.
ويؤكد مختصون أن الأعراض التي تظهر حاليًا تتراوح بين ارتفاع حرارة يستمر أيامًا، وسعال متواصل قد يمتد لفترة أطول، وهي مؤشرات تحتاج إلى متابعة خصوصًا إذا تجاوزت أسبوعًا.
هل انتهت كورونا؟
ورغم أن الفيروس تراجع عن واجهة المشهد، إلا أن المختصين يذكرون بأن الأردن شهد سابقًا نسبًا مرتفعة جدًا وصلت إلى 35% خلال عام 2021، أما اليوم، ورغم انخفاض الإيجابية، إلا أن الفيروس ما يزال موجودًا، وإن على شكل متحورات أقل خطورة.
الكمامة.. عادة يجب أن تعود
وأكد أطباء أن ارتداء الكمامة ما يزال إحدى الوسائل الفعالة في تقليل العدوى، خصوصًا في أماكن الازدحام. ويعتبرون أن جعل الكمامة جزءًا من السلوك اليومي—not في حالات الطوارئ فقط—يسهم في حماية المجتمع، ويحد من انتشار الفيروسات سريعة الانتقال.
المضادات الحيوية… أزمة تتجدد سنويًا
من أبرز المشكلات التي تظهر كل شتاء إساءة استخدام المضادات الحيوية، ويشير خبراء إلى أن معظم الإصابات الحالية فيروسية ولا تستجيب لهذا النوع من العلاج، وأن استخدامه بلا وصفة طبية قد يؤدي إلى مقاومة بكتيرية تجعل العلاج لاحقًا أكثر صعوبة.
