تقارير

إسبانيا تعاقب الاحتلال.. والإمارات تعزيه! بين عقوبات مدريد وهرولة المطبعين تتضح الفضيحة

في خطوة وُصفت بأنها الأقوى أوروبياً منذ اندلاع حرب غزة، اتخذت إسبانيا سلسلة من الإجراءات الحاسمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كان أبرزها وقف تصدير وبيع السلاح بشكل كامل، ومنع مرور الطائرات والسفن العسكرية الإسرائيلية عبر الموانئ والمجال الجوي الإسباني، إضافة إلى حظر استيراد منتجات المستوطنات غير الشرعية.

وجاءت هذه القرارات عقب تصريحات نارية لرئيس الوزراء بيدرو سانشيز، اتهم فيها تل أبيب بارتكاب “إبادة ممنهجة ضد شعب أعزل”، مؤكداً أن بلاده لن تقف متفرجة على ما يحدث في غزة.

الإجراءات الإسبانية لم تقتصر على العقوبات، بل امتدت لتعزيز الدعم الإنساني، حيث رفعت مدريد قيمة مساعداتها الموجهة للفلسطينيين إلى 150 مليون يورو حتى عام 2026، في الوقت الذي استدعت فيه سفيرتها من تل أبيب للتشاور، بعد أن ردّت إسرائيل على الخطوات الإسبانية بمنع وزراء في الحكومة من دخول أراضيها، ووصفت مدريد بأنها “معادية للسامية”.

ورد سانشيز كان واضحاً حين أكد أن تل أبيب تستخدم هذه التهم كذريعة لإخفاء جرائمها في غزة، مشدداً على أن بلاده ستواصل مواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية.

 


هذه التحولات في السياسة الإسبانية أعادت النقاش داخل العالم العربي حول المفارقة الفاضحة بين بلد أوروبي يواجه الاحتلال بالعقوبات والضغوط السياسية، مقابل أنظمة عربية هرولت نحو التطبيع وقدّمت تنازلات مجانية لإسرائيل، بينما لا تزال غزة تعاني حصاراً خانقاً للعام الثاني على التوالي تحت نار الحرب والدمار.

وفيما أقدمت الإمارات على تقديم التعازي لإسرائيل في حادث إطلاق النار بالقدس، تجاهلت المجازر المستمرة في القطاع، ما يطرح تساؤلات قاسية عن موقع العرب من هذه المأساة التاريخية، وعن معنى التضامن حين يأتي من مدريد ويغيب عن العواصم العربية.

وقالت في بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، على منصة «إكس» إن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإرهابية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى