تقارير

أزمة في ميناء العقبة.. تكدس الحاويات يربك حركة التجارة ويهدد سلاسل الإمداد

رغم الأرقام الرسمية التي تتحدث عن نمو لافت في أداء ميناء العقبة خلال الأشهر الماضية، يعيش الميناء هذه الأيام على وقع أزمة خانقة بسبب تكدس غير مسبوق للحاويات، عقب وصول عدد من البواخر بشكل متزامن، ما أربك عمليات المناولة والتخليص وأدى إلى تأخيرات متكررة أثقلت كاهل التجار والمخلصين الجمركيين.

واعتبر التجار والمخلصين أن الوضع خرج عن المألوف، وأن “الانتعاش” الذي تشير إليه تقارير نقابة ملاحة الأردن لا يوازي حجم التحديات الميدانية التي يواجهها القطاع.

وأكد التجار الذين يعتمدون على انتظام حركة البضائع لتغذية السوق المحلي، أن الحاويات بقيت لساعات طويلة وأحياناً ليومين كاملين دون تفريغ أو نقل، الأمر الذي رتب عليهم خسائر مباشرة بفعل رسوم التخزين الإضافية.

شكاوى من التأخير ورسوم التخزين

وأكد تجار محليون أن بضائعهم بقيت في الميناء لفترات وصلت إلى يومين أو أكثر قبل تفريغها ونقلها، وهو ما ألحق بهم خسائر مالية مباشرة بسبب فرض رسوم التخزين.

وأوضح أحد التجار أن التأخير في تسليم الحاويات بات يهدد بتكدسها داخل الميناء، مطالباً بحلول عاجلة قبل أن تستفحل الأزمة، فيما أشار آخر إلى أن التأخير انعكس على تزويد المحال بالسلع في الوقت المناسب، محذراً من أن استمرار هذه الوتيرة سيؤثر سلباً على السوق المحلي.

أسباب متداخلة

من جهتهم، أرجع مخلصون جمركيون الأزمة إلى أسباب متداخلة، أهمها تزامن وصول عدة بواخر في وقت واحد، وضعف التنسيق بين الجهات المعنية وشركة ميناء العقبة المشغلة، إلى جانب النقص في أعداد الشاحنات المتوفرة لنقل الحاويات من الميناء إلى وجهاتها النهائية، وأكدوا أن الإجراءات داخل الميناء أصبحت تستغرق وقتاً أطول من المعتاد، ما زاد من تعقيد الأزمة.

اجتماعات طارئة وحلول جزئية

أمام هذه التطورات، عقدت الجهات المعنية اجتماعاً طارئاً ضم ممثلين عن الشركات المشغلة والدوائر الحكومية ذات العلاقة، وجرى خلاله الاتفاق على زيادة عدد النقلات اليومية ورفع الطاقة الإنتاجية للميناء، إضافة إلى تعزيز التنسيق بين شركة “نافذ” وميناء الحاويات لتفادي التداخل في المهام. ومع ذلك، يرى عاملون في القطاع أن هذه الحلول ما تزال جزئية ولا تكفي لمعالجة المشكلة من جذورها، مطالبين بتطوير البنية التحتية وزيادة أعداد الشاحنات وتحسين الأنظمة الإلكترونية المعتمدة في عمليات التخليص.

تحذيرات رسمية من تفاقم الأزمة

بدوره، طالب نقيب شركات التخليص ونقل البضائع ضيف الله أبو عاقولة بتدخل حكومي عاجل لحل الأزمة التي أدت إلى تعطل مصالح قطاعات اقتصادية عدة في المملكة، وقال أبو عاقولة إن استمرار تأخير حركة البضائع يهدد سلاسل الإمداد ويؤثر على القطاعين الصناعي والتجاري، محذراً من أن تكدس البضائع قد يدفع بعض المستوردين إلى البحث عن بدائل في موانئ أخرى، ما ينعكس سلباً على تنافسية العقبة.

وأشار أبو عاقولة إلى أن تعديل الرسوم والبدلات الأخيرة أعطى انطباعاً لدى التجار بأن الهدف من التأخير هو إدخال التعرفة الجديدة حيز التنفيذ، مؤكداً أن هذا السلوك يضر بسمعة الميناء ويهدر جهود القطاعات المختلفة.

أداء متنام رغم التحديات

وكان الأمين العام لـنقابة ملاحة الأردن محمد الدلابيح قد أكد في تقرير حديث أن ميناء العقبة شهد منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر الماضي وصول 396 باخرة حاويات بزيادة نسبتها 33.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما بلغ إجمالي حجم المناولة 556,844 حاوية نمطية بنسبة زيادة 22.3%. كما سجلت حركة الركاب عبر الميناء نمواً بلغ 28.4%، في مؤشر إضافي على تحسن أداء قطاع النقل البحري.

وأكد التقرير أن صادرات الفوسفات والبوتاس والحديد واصلت تحقيق أرقام قوية، فيما ارتفعت واردات القمح والذرة والشعير، إلى جانب زيادة لافتة في حركة السيارات بنسبة تجاوزت 100% مدفوعة بزيادة الطلب من السوق السورية وعودة تشغيل خطوط “الرورو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى