دفع مخيم جنين ثمناً باهظاً في العدوان الأخير الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي وصفه سكان المخيم بأنه “الأعنف منذ سنوات”، بعدما خلّف دماراً واسع النطاق ونزوحاً قسرياً لعشرات الآلاف من سكانه.
وأفادت اللجنة الإعلامية في المخيم أن الاحتلال دمّر نحو 600 منزل بشكل كامل، ما أدى إلى نزوح أكثر من 22 ألف مواطن فرّوا من بيوتهم تحت نيران القصف واقتحامات القوات الخاصة، وسط شح كبير في المساعدات والإيواء.
ووفقاً لتوثيقات ميدانية، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 42، بينهم اثنان قضيا برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، ما زاد من حالة الاحتقان والغضب داخل المخيم، وأثار تساؤلات حول التنسيق الأمني ومسؤولية السلطة في هذه المرحلة الحرجة.
وتحولت أحياء كاملة في المخيم إلى أنقاض، فيما تواصل فرق الإسعاف والدفاع المدني جهودها وسط ظروف ميدانية معقدة، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العملية. ويصف السكان المشهد بـ”النكبة المصغرة”، حيث فقدت مئات العائلات مساكنها، وتشتت الأطفال والنساء في مدارس ومراكز إيواء مؤقتة.
يُذكر أن مخيم جنين، الذي لطالما كان عنواناً للمقاومة الفلسطينية، بات الآن يواجه أزمة إنسانية حقيقية تتطلب تدخلاً عاجلاً من المؤسسات الدولية والحقوقية لوقف الانتهاكات المتواصلة وتقديم الدعم للنازحين.