ساعة الحسم في إسرائيل.. هل تسقط حكومة نتنياهو ويحل الكنيست اليوم؟
منذ 3 أيام
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية توترًا متصاعدًا قد يبلغ ذروته الأربعاء، مع طرح مشروع قانون لحلّ الكنيست في تصويت تمهيدي قد يفتح الطريق أمام انتخابات مبكرة، ويمثل أخطر تهديد لحكومة بنيامين نتنياهو منذ توليها السلطة أواخر عام 2022.
مشروع القانون، الذي يحظى بدعم غير مسبوق من فصائل حريدية داخل الائتلاف الحاكم، يأتي على خلفية إخفاق نتنياهو في تمرير قانون لتجنيد المتدينين اليهود (الحريديم) في الجيش الإسرائيلي، في ظل تصاعد الضغوط العسكرية وتزايد المطالب بالمساواة في تحمل الأعباء.
وبينما أعلنت فصيلا “دغيل هتوراه” و”أغودات يسرائيل” الحريديان دعمهما لمشروع الحل، لا تزال حركة “شاس” تدرس موقفها النهائي، وسط مشاورات مكثفة يجريها مجلسها الحاخامي. وبانضمام “شاس”، سيكون للمعسكر الداعم للمشروع أغلبية 61 عضو كنيست، ما قد يؤدي فعليًا إلى إسقاط الحكومة.
وتسعى قيادة الائتلاف لكسب الوقت وتأجيل التصويت، بإدراج عشرات القوانين الأخرى في جدول جلسة الأربعاء، التي تنطلق في الحادية عشرة صباحًا وتستمر حتى المساء حيث من المقرر أن يلقي الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خطابًا خاصًا في الكنيست.
في السياق ذاته، نفى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، محاولته التأثير على الأحزاب الحريدية لعرقلة مشروع حلّ الكنيست، بعد أن نقلت وسائل إعلام عن مصادر قولها إنه حذّر قادتهم من تداعيات سقوط الحكومة على الدعم الأمريكي لإسرائيل، لا سيما في حال اندلاع مواجهة مع إيران.
ورغم أهمية التصويت التمهيدي، إلا أن المسار التشريعي لحلّ الكنيست لا يزال طويلاً، إذ يتطلب المرور بثلاث قراءات برلمانية، إضافة إلى موافقات داخل لجان متخصصة. وفي حال فشل التصويت، يمنع طرح المشروع مجددًا قبل مرور ستة أشهر.
وبموازاة الأزمة، يجري فريق حكومي تعديلات على مسودة قانون التجنيد الذي فرض حصصًا تدريجية تصل إلى 50% من المجندين من فئة الحريديم، مع فرض عقوبات واسعة على المتخلفين تشمل حظر السفر، ووقف الدعم السكني، وحرمان من خدمات تعليمية واجتماعية، في محاولة لإنهاء الإعفاءات الواسعة التي ظلت سارية لعقود.
لكن هذه العقوبات لا تزال محل جدل داخل الائتلاف، وتخضع لمفاوضات مغلقة تشمل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، ومسؤولين من حزب شاس، وسكرتير الحكومة، مع وجود خلاف حول مدى تطبيقها الفوري أو تأجيلها لفترة سماح.
وتتجه الأنظار إلى الساعات الحاسمة القادمة، في وقت يواجه فيه نتنياهو تحديًا غير مسبوق، ليس فقط من خصومه السياسيين، بل من داخل ائتلافه الذي بات على شفا التفكك.